في سنغافورة لحم دجاج اصطناعي يقدم في أحد المطاعم.. لأول مرة في العالم

مطعم في سنغافورة قدم هذا الدجاج الاصطناعي لشبان تم اختيارهم لحضور الحدث بناء على "التزامهم تجاه تحسين المناخ في كوكب الأرض" (الفرنسية)

لأول مرة جرى تقديم أطباق تحتوي على لحم دجاج مصنع داخل المختبرات، في خطوة وصفت بأنها تاريخية. ويأمل الباحثون القائمون على هذه التجربة أن يؤدي هذا التحول لخفض الانبعاثات الغازية المنجرة عن تربية الحيوانات، والتي تلحق ضررا متزايدا بالمناخ على كوكب الأرض.

في بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت الشركة الناشئة "إيت جست" أن لحومها المصنعة مخبريا، انطلاقا من خلايا حيوانية، حصلت على الموافقة الرسمية لتسويقها كمكون غذائي من قبل السلطات في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا، لتصبح سنغافورة أول دولة في العالم تفتح الباب أمام هذا الدجاج الاصطناعي، بحسب تقرير نشرته صحيفة نوفال أوبسرفاتور  (nouvelobs) الفرنسية.

عشاء تاريخي

وأعلنت هذه الشركة الناشئة يوم الأربعاء الماضي أول عملية تسويق تجاري لهذه اللحوم، لفائدة مطعم اسمه 1880 يقع في حي فاخر في سنغافورة.

وفي مساء يوم السبت -مطلع هذا الأسبوع- قدم المطعم هذا الدجاج لمجموعة من الشبان تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما، تم اختيارهم لحضور هذا الحدث التاريخي بناء على "التزامهم تجاه تحسين المناخ في كوكب الأرض". وقد مُنعت وسائل الإعلام من تغطية هذا العشاء بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضها فيروس كورونا.

مارك نيكولسون مؤسس المطعم  يرى أن تقديم اللحم الاصطناعي يمثل خطوة ثورية للتصدي للتغير المناخي (الفرنسية)

خطوة ثورية؟

ويرى مارك نيكولسون مؤسس مطعم 1880 أن تقديم هذا اللحم الاصطناعي يمثل خطوة ثورية في اتجاه التصدي للتغير المناخي، ويفتح الباب أمام توفير احتياجات البشر من الغذاء دون تدمير الكوكب.

ويقول جوش تتريك مؤسس شركة إيت جست إن "هذه التجربة الأولى من نوعها تقربنا من عالم تكون فيه غالبية اللحوم التي نستهلكها لا تتطلب تدمير غابة واحدة، أو تهجير قطعان الحيوانات، أو استخدام قطرة واحدة من المضادات الحيوية".

ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك اللحوم في العالم بنسبة 70% بحلول العام 2050، وبالتالي فإن خيار تطوير اللحوم المصنعة في المختبرات قد يستجيب في المستقبل لهذا الطلب المتزايد، بحسب توقعات هذه الشركة الناشئة.

ويشار إلى أن التربية المكثفة للحيوانات بهدف استهلاك لحومها تعد مصدرا رئيسيا لغاز الميثان الذي يفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي بعض البلدان مثل البرازيل، يؤدي هذا القطاع الاقتصادي إلى تدمير الغابات التي تمثل حماية طبيعية من التغير المناخي.

كلفة الإنتاج مرتفعة جدا

يشهد العالم تزايدا في البحث عن بدائل اللحوم الطبيعية، إلا أن الخيارات التي كانت متاحة لحد الآن كلها ذات مصدر حيواني. وهناك العشرات من الشركات الناشئة التي تعمل على مشاريع لتطوير اللحوم الاصطناعية، ولكن هذا الإنتاج يبقى لحد الآن في طور التجربة فقط.

وينظر إلى الكلفة المرتفعة لإنتاج اللحوم الاصطناعية على أنها أكبر عائق أمام تطور هذا القطاع، بحسب الناطق الرسمي باسم إيت جست، الذي يؤكد أن هذه الشركة الناشئة حققت تقدما هاما في خفض الكلفة.

المصدر : الصحافة الفرنسية