لماذا أغضب شارب السفير الأميركي بسول الكوريين الجنوبيين؟

epa08007717 US Ambassador to South Korea Harry Harris speaks during an interview with Yonhap News Agency at Habib House, his official residence, in downtown Seoul, South Korea, 19 November 2019. EPA-EFE/YONHAP SOUTH KOREA OUT
السفير هاريس يعد شاربه حدا فاصلا بين حياته العسكرية السابقة ومهمته الدبلوماسية الحالية (الأوروبية)
يثير شارب السفير الأميركي بكوريا الجنوبية هاري هاريس حفيظة العديد من سكان البلاد الواقعة في شبه الجزيرة الكورية، إذ يذكرهم شارب السفير بالجنرالات اليابانيين الثمانية الذين تعاقبوا على حكم كوريا الجنوبية، وذلك إبان فترة الاحتلال الياباني لكوريا الجنوبية بين عامي 1910 و1945.
 
والسفير هاريس، الذي عين في منصبه في يوليو/تموز 2018، من مواليد اليابان، وهو أدميرال سابق في البحرية الأميركية، أمه يابانية وأبوه ضابط بحرية أميركي، وهو متهم بتوجيه إهانة لسكان البلد الذي يمثل الولايات المتحدة فيه، باتخاذ شارب يشبه شوارب جنرالات الاحتلال الياباني.
 
ولا يزال ملف احتلال اليابان لكوريا الجنوبية مصدرا للتوتر بين البلدين حتى الساعة، ولا سيما موضوع "نساء المتعة"، الذي يتعلق بإجبار آلاف الكوريات الجنوبيات على العمل في بيوت للدعارة لدى الجيش الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية.
 
وسائل التواصل
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي في كوريا الجنوبية بانتقادات نشطاء لشارب السفير الأميركي في البلاد، إذ قالوا إن شاربه مطابق تماما لشوارب الجنرالات اليابانيين الذين حكموا كوريا الجنوبية، ولا سيما المشير يوشيميتشي هاسيغاوا الذي حكم بين عامي 1916 و1919، والذي قمع بشدة حركة مقاومة في البلاد للاستقلال عن اليابان.



وإزاء حملة الانتقادات، صرح السفير هاريس (63 عاما) للصحفيين في العاصمة سول الأسبوع الماضي بأنه يتعرض للتمييز بسبب أصوله، قائلا "لأسباب معينة، أصبح شاربي مصدرا للإثارة هنا (بكوريا الجنوبية)، لقد تعرضت للانتقادات في وسائل الإعلام وخصوصا وسائل التواصل، لأنني أميركي من أصول يابانية".

وأوضح السفير الأميركي في مقابلة مع صحيفة كورية جنوبية الشهر الماضي أنه كان يحلق شاربه طيلة مساره في سلاح البحرية الذي استمر أربعة عقود، ولكنه قرر إطلاق الشارب مع بداية مساره الدبلوماسي عقب تعيينه سفيرا، ليكون ذلك رمزا للحد الفاصل بين حياته العسكرية السابقة، ومهمته الدبلوماسية الحالية.

وقال السفير هاريس لصحيفة "كوريا تايمز"، "حاولت أن أزيد طولي فلم أستطع، ثم حاولت أن أبدو أكثر شبابا فلم أستطع، ولكنني استطعت أن أطلق الشارب"، وأضاف السفير أنه لن يتنكر لأصوله بحلق شاربه.

صورة سلبية
وذكرت الصحيفة الكورية الجنوبية أن شارب السفير أصبح مرتبطا سلبيا بسمعة الولايات المتحدة في البلاد، ففي الكثير من الأحيان ما تتم السخرية من السفير هاريس بوصفه جنرالا حاكما لا سفيرا أميركيا.

وإضافة إلى موضوع الشارب، أغضب هاري هاريس العديد من الكوريين الجنوبيين بإعلان تأييده لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسلطات كوريا الجنوبية لدفع خمسة مليارات دولار، نظير انتشار القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، والمقدرة بنحو 28 ألفا وخمسمئة جندي، وهو مبلغ يفوق بخمس مرات ما دفعته سول العام الماضي.

كما دعا السفير الأميركي سلطات سول إلى بذل مزيد من الجهود لإصلاح علاقاتها مع اليابان، وذلك في ظل حالة الشك المرتبطة بالملف النووي للجارة كوريا الشمالية والتحديات التي تفرضها الصين ونفوذها. 

المصدر : غارديان + لوموند