ظاهرة وراثية غريبة.. عشرة أطفال أنابيب من مانح واحد مصابون بالتوحد

Danielle Rizzo poses for a portrait with her boys, 6 and 7 years old, outside of their group therapy appointment. (Taylor Glascock/For The Washington Post)
دانيل ريزو والدة الطفلين المصابين بالتوحد التي اكتشفت الحالة الوراثية الفريدة (الصحافة الأميركية)

شهدت الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وكندا ظاهرة وراثية وطبية غير مسبوقة بعد اكتشاف عشرة أطفال مصابين بالتوحد موزعين على الأماكن الثلاثة أنجبوا من حيوانات منوية لرجل واحد عبر عملية إخصاب صناعي (in vitro fertilization)، مما شكل واحدة من كبرى القضايا القانونية تعقيدا من الناحية الأخلاقية بمجال الإخصاب.

وأظهر بحث سريع عبر الإنترنت لملف تعريف الجهة المانحة أن جميع الحيوانات المنوية تعود لرجل واحد ما زالت حيواناته المنوية تباع من قبل أربع شركات على الأقل.

وكانت السيدة الأميركية دانيل ريزو التي لديها طفلان يبلغان من العمر تباعا 7 و6 سنوات، اكتشفت قبل ثلاث سنوات أن ولديْها ضمن عشرة أطفال مصابين بالتوحد في العالم، وأنهم جميعهم من مانح حيوانات منوية واحد.

‪الولدان المصابان بالتوحد أُنجبا عبر الإخصاب الصناعي من مانح حيوانات منوية واحد‬ (الصحافة الأميركية)
‪الولدان المصابان بالتوحد أُنجبا عبر الإخصاب الصناعي من مانح حيوانات منوية واحد‬ (الصحافة الأميركية)

اتصالات
تقول الكاتبة أريانا شا في تقرير نشرته في واشنطن بوست، إن والدة الطفلين تواصلت مع جميع الشركات الطبية التي باعت الحيوانات المنوية، وطلبت منها معلومات عن التاريخ الطبي للمانح، وأخبرتها بالأطفال المصابين بالتوحد، غير أن مندوبي الشركات أخبروها أنه ليس لديها أدلة على أن الحيوانات المنوية تعتبر مسؤولة عن حالات التوحد لدى الأطفال العشرة.

كما اتصلت ريزو بمنظمات الرعاية الصحية في نيويورك وكاليفورنيا، وأن بنوك الحيوانات المنوية أعلمتها أن هذه الحالات لا تعتبر جزءا من مسؤوليتها، بينما أخبرتها إدارة الغذاء والدواء أن الإشراف على حالة المتبرع بالحيوانات المنوية يقتصر على فحص ما يتعلق بالأمراض المنقولة جنسيا.

وكانت ريزو قد وافقت على إنهاء دعاوى قضائية رفعتها بشأن القضية بقبولها في شهر مارس/آذار الماضي عرضا ماليا قيمته 250 ألف دولار من الشركة التي اقتنت منها الحيوانات المنوية.

ريزو تطالب المنظمين الحكوميين بفرض رقابة على بنوك الحيوانات المنوية(الصحافة الأميركية)
ريزو تطالب المنظمين الحكوميين بفرض رقابة على بنوك الحيوانات المنوية(الصحافة الأميركية)

وتقول الكاتبة إن ريزو تأمل أن تدفع قضيتها المنظمين الحكوميين إلى فرض رقابة أكبر على صناعة بنوك الحيوانات المنوية، وأنها سوف تصرف الأموال التي حصلت عليها من القضية لدفع تكاليف علاجات المهارات السلوكية والاجتماعية لولديْها التي لا تغطيها المساعدة العامة.

وكانت ريزو التجأت إلى بنك الحيوانات المنوية عندما كان عمرها 27 عاما بعد أن قررت الحمل واقتنت الحيوانات المنوية عبر الإنترنت قبل أن تكتشف إصابة ولديْها بالتوحد بعد موعد ولادة كل واحد منهما بحوالي عام.

المصدر : واشنطن بوست