لماذا تشجع البلدان الأوروبية موظفيها على العمل واقفين؟

A map of European countries is pictured during the election campaign of Arne Lietz, candidate of the Social Democratic Party (SPD) for the upcoming European Parliament elections campaigns in Quedlinburg, Germany, May 4, 2019. Picture taken May 4, 2019. REUTERS/Fabrizio Bensch
الوظائف المكتبية في الدول الغربية شهدت نموا تدريجيا (رويترز)

تشجع بلدان أوروبية عدة موظفيها على العمل واقفين بعد أن كشفت بحوث طبية أن البقاء في حالة وقوف لأطول فترة ممكنة يزيد استهلاك الجسم للطاقة ويساعد على التخلص الآثار الضارة لنمط الحياة الرتيب الذي عادة ما يرتبط بالجلوس أو الاستلقاء.

وأوضح الكاتب روبرتو منديز في تقرير نشرته صحيفة الإسبانيول الإسبانية أن ساعات الجلوس لها عواقب صحية سلبية، وأن الوقوف يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الدماغية وأمراض السمنة والسكري.

حرق سعرات
أوضحت بحوث أنجزتها جامعة غرناطة أن قضاء ست ساعات في حالة وقوف يساعد على حرق حوالي 45 سعرة حرارية أكثر من قضائها في حالة جلوس، وأن الوقوف يساعد على الحماية من أمراض القلب والسمنة والأوعية الدموية.

وأشار طالب الدكتوراه في الطب الحيوي بالمدرسة الدولية للدراسات العليا في جامعة غرناطة والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة فرانسيسكو أمارو-غاهيت إلى أن الإسبان يقضون من ثماني إلى عشر ساعات جالسين أو في وضعية استلقاء يوميا دون احتساب ساعات النوم.

وحلل الباحثون بيانات 53 شابا صنفوا مدخرين للطاقة وصارفين لها اعتمادا على معدل السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم أثناء الجلوس أو الاستلقاء من جهة وحين يكون في وضعية وقوف من جهة ثانية.

ويستهلك الأفراد المدخرون القليل من الطاقة في أنشطتهم، وتبين أنه ليس هناك فرق بين الجلوس أو الاستلقاء عند الاستيقاظ، في حين تبين أن الأشخاص المنفقين للطاقة يحرقون سعرات حرارية أكثر بنسبة تصل إلى 10% عندما يكونون واقفين.

وظائف مكتبية
شهدت الوظائف المكتبية في الدول الغربية نموا تدريجيا وسيطرت على سوق العمل، وبات الموظفون يقضون ساعات أكثر جالسين، مما دفع بحكوماتها إلى البحث عن حلول للمسألة، في حين ينصح مؤلفو الدراسة بالوقوف قدر المستطاع في المكتب كإستراتيجية تهدف إلى مساعدة الجسم على حرق السعرات الحرارية وتجنب تخزين الدهون.

ولا تخص هذه المسألة الموظفين فقط وإنما تشمل أيضا الأطفال الصغار في المدارس، ويُنصح بضرورة البدء في التوعية بشأن عواقب أسلوب الحياة المستقر وأهمية التنقل وتجنب قضاء فترات طويلة من الراحة.

ويقضي الموظفون في إسبانيا بين ثماني وعشر ساعات في العمل جالسين دون احتساب ساعات النوم، وصار البقاء لفترة طويلة في حالة جلوس مشكلة تسعى البلاد وغيرها من بلدان الشمال الأوروبي إلى إيجاد حل لها.

المصدر : مواقع إلكترونية