سياح دمروا أعمالا فنية وتماثيل قديمة لا تقدر بثمن

American tourist breaks finger off statue in Florence museum
سائح أميركي أتلف إصبع يد تمثال مريم العذراء للنحات جيوفاني أمبروجيو (مواقع إلكترونية/ليتايمز)
حفصة علمي-باريس
 
تتسبب سلوكيات متهورة غير متعمدة للسياح بالعالم في كسر أو إتلاف عدد من الأعمال الفنية والتماثيل القديمة ذات القيمة التاريخية والحضارية الكبيرة أثناء زيارتهم للمتاحف أو المعالم الأثرية خلال العطل التي يقضونها، ويجدون أنفسهم في وضعيات محرجة للغاية مع الجهات والمسؤولين عن هذه التحف.

وفيما يلي بعض المواقف الطريفة التي تعرض لها بعض السياح بسبب كسر تمثال قديم في متحف ما أو تخريب لوحة فنية لا تقدر بثمن لحظهم السيئ.

يد مريم 
لدى المتاحف قاعدة واحدة بسيطة تنص على منع اللمس، لكن أحد زائري متحف في فلورنسا عند رؤيته لتمثال مريم العذراء للنحات جيوفاني أمبروجيو -الذي يرجع إلى القرن 15- قام بمصافحة يدها المرفوعة وتكسرت أحد أصابعها.

وتقول "بي بي سي" إن هذا الشخص الذي يبلغ من العمر 55 عاما من ولاية ميسوري اعتذر لما حصل، لكنه لا يزال يواجه غرامة مالية لعدم احترام قواعد المتحف.

لوحة مونيه
تم تخريب لوحة الفنان الشهير كلود مونيه على يد أحدهم حيث قام بلكمها عام 2012 بالمتحف الوطني لإيرلندا في دبلن، واستغرقت عملية ترميمها حوالي 18 شهرا، وتضمنت مراحل الإصلاح جمع مئات الأجزاء المجهرية من الطلاء الذي انفصل عن القماش في عملية التخريب وتنظيف الطلاء الزيتي للإطار، قبل إعادتها إلى المعرض ووضعها خلف زجاج واق.

وأنشأ الرسام الانطباعي لوحته الزيتية "أرغنويويل باسين بمراكب شراعية واحدة" عام 1874 في وقت كان فيه مونيه يستخدم قاربه كأستوديو عائم على نهر السين لرسم صور النهر وضفافه. وتعتبر من الأعمال الكلاسيكية المميزة في المجموعة الوطنية لإيرلندا.

مزهريات صينية
تعثر سائح بسبب رباط حذائه وتسبب في تكسير ثلاث مزهريات صينية قديمة لأسرة تشينغ بقيمة مئة ألف جنيه إسترليني (123 ألفا و6034دولارا) في متحف فيتزويليام في كامبريدج بإنجلترا.

وتسبب لمس المزهرية الأولى بتأثير الدومينو وتحطيم الباقي بسبب حظ السائح السيئ في لحظة تعثره، وعدم وجود درابزين على السلالم لمساعدته.

وتعود المزهريات الثلاث إلى السنوات الأخيرة من حكم الإمبراطور كانغشي (1662ـ1722) حيث كان لفن الخزف الامبراطوري آنذاك مكانة مهمة، وهي مرسومة بطلاء المينا مع زخرفات ذهبية.

ووفقا لجريدة غارديان، تعاقد المتحف مع مرمم مختص لإعادة تجميع أكثر من أربعمئة قطعة، ولم يتم منع السائح من الدخول مرة أخرى للمتحف فحسب بل تم احتجازه بتهمة التسبب في أضرار جنائية.

لوحة بيكاسو
أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن سائحة مزقت لوحة "الممثل" للرسام الإسباني بابلو بيكاسو عندما كانت معلقة في متحف المتروبوليتان للفنون منذ عام 1952، وهي صورة لممثل طويل القامة يرتدي زيا من طراز "ديل ديلارت".

وحاول خبراء في مختبر المتحف للصيانة إيجاد أفضل طريقة للعمل على ترميم هذه اللوحة التي تعود إلى 105 أعوام بعد أن قامت سائحة بتمزيقها.

ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة التي تعرضت لها أعمال بيكاسو، ففي عام 2006 مزق مالك كازينو في لاس فيغاس ستيفن أي وين لوحة "الحلم" الزيتية التي رسمها بيكاسو عام 1932 لعشيقته ماري تريز والتر وهي في 22 من عمرها.

ولحسن الحظ تم إصلاحها ببراعة وبسهولة بالمقارنة مع اللوحة الأخرى التي رسمت عام 1904 نظرا لتقنيتها الأكثر تعقيدا وألونها الزيتية وقماشها المبطن.

جسر الفنون
اعتاد الكثير من السياح وضع أقفال الحب في جسور مدينة الرومانسية في باريس، ورمي مفاتيحها في نهر السين منذ عام 2009.

ووفق سيتي متريك الفرنسية، انهار جزء من جسر الفنون "بونت دي آرتس" الذي بني في عهد نابليون منذ مئتي عام بسبب الأقفال التي بلغ وزنها حوالي 45 طنا خلال خمس سنوات فقط.

وبالرغم من استبدال سلطات باريس الجزء المنهار بألواح خشبية على امتداد 2.4 متر، فإنها ما تزال تحاول إيجاد بدائل لهذه الأقفال الثقيلة التي تؤثر على جمالية أهم الجسور بالمدينة. غير أن مساعيها في اتخاذ تدابير أكثر صرامة تبقى مترددة خوفا من الإضرار بالسياحة وخسارة سمعتها في العالم كمدينة للحب. 

المصدر : الجزيرة