استخراجها يتطلب نصف ساعة فقط.. جوازات سفر للصقور القطرية

لم يعد جواز السفر مقتصرا على البشر في قطر، بل صارت الصقور تتمتع بهذه الميزة أيضا، التي تفتح لها المجال للسفر خارج البلاد والمرور عبر الحدود الدولية، وذلك بعد إعلان وزارة البلدية والبيئة القطرية آلية جديدة للحصول على جوازات سفر لها.

ويعود الجواز عند صدوره إلى مالك الصقر، ويدون اسم المالك ورقم الشريحة التي يحملها الصقر، ورقم شهادة اتفاقية الاتجار الدولي المتعلقة بالنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، التي تضمن عدم السماح بتصدير أو استيراد الطيور البرية أو المهددة بالانقراض المعروفة بـ"سايتس"، إلى جانب شهادة صحية وشهادة "سايتس" من الدولة المصدرة للطيور.

ويعمل جواز سفر الصقور في أكثر من 160 دولة، ويتطلب استخراجه تصريح الاستيراد (سايتس)، ومحضر فحص الصقر، والوثائق الدالة على الملكية، وهو ما لا يستغرق الحصول عليه -حين تكون جميع الوثائق متوفرة- سوى ثلاثين دقيقة.

وأعلنت وزارة البلدية أن آليتها الجديدة الخاصة بإصدار وتجديد جوازات سفر الصقور مواكبة للتطور الرقمي، ولرؤية قطر 2030، وتطوير العمل بتقديم خدمة مميزة وسريعة للمواطنين من ملاك الصقور.

واعتبرت جواز سفر الصقور وثيقة تصدرها الوزارة معترفا بها عالميا، وتعمل على تسهيل التنقل بين الدول، سواء خلال السفر الخاص أو المشاركة في المهرجانات والمسابقات.

ترحيب
وعبر بعض مالكي الصقور عن ترحيبهم بالآلية الجديدة، إلا أنهم طالبوا بفتح مجال أكبر للحصول على جوازات سفر للطيور، حتى يتسنى للصقار استخراج عدد جوازات يساوي عدد الصقور التي يربيها، بعد أن حصرت الوزارة الملاك في استخراج جوازي سفر فقط.

ويقول مالك الصقور علي المري إن معظم الصقارين يمتلكون أكثر من 15 طيرا، ولا يسمح لهم سوى بجوازي سفر فقط؛ مما يؤثر على المشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أنهم في مسابقات معينة يحتاجون إلى أخذ كل طيورهم معهم، سعيا لإحراز نتائج خلال المسابقات المختلفة.

ويصف رئيس جمعية القناص القطرية علي بن خاتم المحشادي استخراج وثائق سفر للصقور بالإنجاز الكبير، ويقول إن التنسيق الدائم بين جمعية القناص ووزارة البلدية والبيئة أسفر عن الإعلان عن الآلية الجديدة التي سهلت كثيرا على الصقارين القطريين اصطحاب طيورهم معهم إلى الخارج.

ويضيف المحشادي أن الآلية الجديدة تقضي بأن يحصل الصقار على جواز السفر خلال فترة وجيزة لا تتجاوز ثلاثين دقيقة في حال وجود الأوراق المطلوبة، بعد أن كانت إجراءات سفر الصقر إلى الخارج قد تستمر أكثر من أسبوع للحصول على الموافقات المطلوبة.

ويوضح أن جواز السفر كان إجراء متبعا للتنقل بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأنه حاليا بإمكان مالك الصقر السفر به إلى كافة دول العالم.

مطالب
ويقول المحشادي حول مطالبات مالكي الصقور بجواز سفر لكل طير؛ "هذه الطلبات مشروعة، وجمعية القناص ستعمل على تحقيقها في المستقبل، لكن الحصول على جوازات سفر للصقور تحكمها الأنظمة والقوانين المحلية والدولية، غير أن ذلك لن يمنع تحقيق كافة مطالب الصقارين".

ويضيف أنه يسعى حاليا للوصول إلى اتفاق مع الخطوط الجوية القطرية لرفع عدد ركاب الطائرة الواحدة من الصقور، وأن القوانين القطرية تقضي بعدم تجاوز ستة صقور في الرحلة، مشيرا إلى أن هذا العدد غير كاف في ظل الانتشار الكبير لاقتناء وتربية الصقور في قطر.

وكانت منظمة "اليونسكو" أدرجت في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 تربية الصقور ضمن قائمة التراث الشعبي، و اعتبرت هذه الرياضة مرتبطة بتقاليد كثيرة تحافظ عليها الجماعات والنوادي التي تمارسها.