من أخطر قطاع الطرق بالتاريخ.. المطاردة الطويلة للأخوين بيلاكوسيا

Portrait of Corsican bandit Antoine Bonelli a,k,a Bellacoscia, Engraving from French newspaper Le Petit Parisien, 1892, Private Collection,
بورتريه لأنطوان (غيتي)
بالشراكة مع موقع المكتبة الوطنية الفرنسية، يعرض موقع 20 مينوت الفرنسي سلسلة من قصص كبار اللصوص في فرنسا والولايات المتحدة. نستعرض منها قصة أخوين من جزيرة كورسيكا نالا شهرة كبيرة عبر الصحافة الفرنسية بالقرن 19.

ويقول الموقع إن الصحافة الفرنسية بدت شغوفة بجرائم وبطولات الأخوين أنطوان وجاك بيلاكوسكيا في خمسينيات ذلك القرن، وتحدثت عنهما أحيانا، لا كهاربين من العدالة بل كمنفذين للعدالة وبطلين قوميين.

بعد وصف مستفيض للأخوين يظهر أحدهما وكأنه قائد محترم لولا نظرته التي تنم عن قسوة، ويعرض صورته على بطاقة بريدية معلقا بأن ظهوره عليها راجع إلى مكانته "كزعيم لقطاع الطرق الكورسيكيين".

الدخول في عصابات
وتبدأ قصة الأخوين بيلاكوسيا في حياة أبيهما -الذي عاش مع أبنائه العشرين من ثلاث شقيقات كان يعيش معهن دون زواج- حين حاولا عام 1848 اغتيال رئيس بلدية بوكونيانو الذي رفض إصدار شهادة إعفاء لهما من الخدمة العسكرية، كما رفض ترسيم حدود ملكية أرضهما.

وبعد أشهر من الحادث، اختطف أنطوان والد حبيبته الذي رفض زواجه بها لإجباره على القبول، ثم ارتكب أول جريمة حين قتل الرجل الذي تزوج بتلك الفتاة بعد ذلك بعامين.

وبعد ذلك قام الأخوان بسلسلة من الاعتداءات والانتهاكات التي استحقا عليها عقوبة الإعدام عام 1854، ولكن فشل الدرك الذريع خلال أربعين عاما في القبض عليهما أكسبهما شهرة كبيرة وحولهما إلى بطلين.

وبعد سرد لعدة قصص أفلت فيها اللصان من الدرك بعد أن فاجأهما -كهروبهما من منزلهما بعد أن سد عليهما الدركيون جميع المنافذ- ينبه الموقع إلى أن الأخوين فرا بفضل خبرتهما في حرب العصابات، بالإضافة لمساعدة سكان بلدتهما بوكونانو الذين ينبهونهما عند وصول السلطات ويزودونهما بالطعام.

‪أنطوان يستسلم للدرك الفرنسي‬ (غيتي)
‪أنطوان يستسلم للدرك الفرنسي‬ (غيتي)

لصوص الشرف
وحسب الموقع، لا ينظر القرويون إلى الأخوين كمجرمين، بل كحارسين للعدالة، يطبقان قواعد الشرف المعمول بها بالجزيرة، حتى أن صحيفة لوفيغارو وقتها تعرض بالتفصيل الفرق الأساسي بين "عصابات الشرف وجامعي الأموال".

ويتمتع الأخوان -حسب الموقع- بأيد نقية من أعمال النهب، فهما "يختطفان" الدرك من ثكناته، لكنهما لم يأخذا فلسا واحدا من الخزينة، بل إنهما قادا شرطة الطرق السريعة لهزيمة عصابة من المحتالين.

ووصل الأمر إلى أن بعض رواد الأعمال لجؤوا مباشرة لخدمات الأخوين لتجنب المشاكل المحتملة، حتى إن بعض أدلاء السفر اقترح على السياح الذين يزورون كورسيكا أن يزوروا الأخوين للعب الورق أو التدخين.

وأغرب من كل ذلك أن يستفيد اللصان من سمعتهما لمقابلة بعض أبرز الشخصيات في ذلك الوقت، كالبارون هوسمان دوق ساكسونيا، وتنشر الصحافة حفل الاستقبال الذي حظي به هؤلاء المشاهير.

نهاية المدى
ولكن نهاية القرن 19 حين كانت الصحافة الفرنسية تمنح مكانا متزايد الأهمية لقاطعي الطرق، قبل أنطوان -الذي سئم من الاختباء- أن يصبح سجينا. ونهاية محاكمته، أعلن أنه غير مذنب ولكنه ممنوع من البقاء، ليتم رفع هذا الإبعاد بسرعة، مما سمح له بالبقاء في الجزيرة، حيث توفي عام 1907 عن عمر يناهز 79 عاما.

أما أخوه جاك -الذي افترضت الصحافة أنه لن يتأخر عن الاستلام- فقد بقي مختفيا حتى وفاته المفترضة عام 1895، كما ذكرت صحيفة لو بيتي جورنال، مع أنه لم يعثر قط على جثته.

المصدر : 20 مينوت