تضامنا مع مرضى التوحد.. بريطاني يجوب أوروبا بدراجة هوائية
وصل الناشط البريطاني غرانت كاميرون سميث قبل أيام إلى مدينة إسطنبول التركية قادما من لندن على متن دراجته الهوائية، بعد أن قطع مسافة تتجاوز 8 آلاف كيلومتر، ضمن إطار حملة أطلقها للتضامن مع مرضى التوحد.
وصل مجموع المسافة التي قطعها الناشط البريطاني منذ انطلاقه 8 آلاف و800 كيلومتر، قبل أن يصل إلى ميدان تقسيم في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول، كمحطة أخيرة لحملته.
أهداف الحملة
في حديثه للأناضول، قال إنه يتولى حاليا مهمة منسق لدى جمعية في جنوبي أفريقيا تعنى بشؤون مرضى التوحد، إلى جانب عمله مستشارا في مجال الاستثمارات.
ومع إشارته إلى عدم معاناة أحد من أفراد أسرته وأقربائه من مرض التوحد، أوضح أن سبب إطلاقه حملته هذه هو زيادة الوعي بشأن المرض، ولفت الأنظار إلى أن الذين يعانون منه لا يحظون باهتمام كاف من الأشخاص المحيطين بهم، على حد وصفه.
وحول أهدافه التي يبتغيها من حملته، قال الناشط البريطاني "غايتي الأولى هي لفت الأنظار لمرضى التوحد من الأطفال والشباب الذين يعانون التهميش وقلة الاهتمام بهم، وغايتي الثانية هي المساهمة في جذب التبرعات والمساعدات المادية للجمعيات التي تهتم بشؤون مرضى التوحد في جنوب أفريقيا".
وأشار إلى أنه حظي بدعم كبير من قبل مواطني البلدان المختلفة التي مر بها في أوروبا، مبينا أنه لم يكن يتوقع أن يحظى بهذا القدر من الاهتمام والدعم.
شعب كريم
وأضاف "رغم كوني شخصا غريبا عنهم، فإن العديد من الأسر استضافتني في منازلها الواقعة على مساري في البلدان الأوروبية، حتى إن الكثير منهم لم يكونوا من أصحاب الدخل المرتفع، إلا أنهم استضافوني وقدموا الدعم المادي للحملة، الأمر الذي فاجأني وأدهشني".
وأشاد بكرم ضيافة شعب تركيا التي دخل أراضيها قبل أيام، مبينا أنهم كانوا أكثر المجتمعات جودا وعطاء من بين جميع المجتمعات التي مر بها خلال رحلته.
واختتم حديثه بالقول "منذ دخولي الأراضي التركية قبل أيام، التقيت بالكثير من الأشخاص الذين أوقفوني في طريقي وأكرموني بحسن ضيافتهم، وقدموا الدعم لحملتي".
مرض التوحد هو اضطراب عصبي يؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الأطفال، وتتطلب معايير تشخيصه ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر 3 سنوات، ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ.
ويعاني مرضى التوحد من حالات مرضية أخرى مثل الربو، واضطرابات الجهاز الهضمي، والتهابات فيروسية مستمرة، واضطرابات النوم، واختلال التكامل الحسي، واضطرابات التغذية، والصرع.
ولا يوجد علاج للتوحد، لكن اكتشاف الحالة مبكرا يساعد على إجراء تدخلات تخفف من الأعراض، وبشكل عام هو ليس بالحالة الصحية الميؤوس منها، وحوالي 1 إلى 2 من كل 100 شخص -وفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها- يصابون بالمرض حول العالم، ويصاب به الذكور أكثر من الإناث بأربع مرات.