اقتران الخطوبة والزواج بالعيدين بمصر.. عائلات تلجأ إليه وأخرى ترفضه

كثير من المصريين يفضلون إقامة أفراحهم بالتزامن مع الأعياد (الجزيرة)
العديد من المصريين يفضلون إقامة أفراحهم خلال عيدي الفطر والأضحى (الجزيرة)

القاهرة – تشتهر حفلات الزواج والخطوبة في مصر باقترانها بعيدي الفطر والأضحى، ويرى بعض المصريين أن الفرحة تتضاعف لديهم حين يتزامن الاحتفال بالعيد مع الاحتفال بالزواج أو الخطوبة، في حين ترفضها العائلات الميسورة وترى أنها لا تتناسب مع مراكزها الاجتماعية.

وتؤكد السيدة عزة حسن للجزيرة نت أن ظروف عمل ابنتها وعمل زوجها وصعوبة حصولهما على إجازة طويلة مناسبة، دفعاها لإقامة حفل زواج ابنتها خلال عيد الفطر الحالي، وأنها وجدت في عطلة العيد الرسمية فرصة جيدة لربطها بإجازة الزواج.

وتضيف السيدة عزة "وجود والد العروس الذي يعمل بإحدى دول الخليج في القاهرة لقضاء إجازة العيد ساعدني على قرار الزواج في العيد، وبالتالي فإن الأجواء كلها ساعدت بأن يكون الزواج في هذا العيد وقبل دخول فصل الصيف الذي يشهد درجات حرارة مرتفعة".

وتقول إن ابنتها ظلت في البداية مترددة حول القرار، خاصة أن شهر رمضان لا يسمح بالتجهيزات التي تسبق حفل الزواج مثل فرش الشقة واستكمال باقي مستلزمات الفرح والجهاز، لكنها اقتنعت بعد أن شجعتها صديقاتها على قبول الأمر.

وخلافا لرأي السيدة عزت، يقول أحمد عبد الله إن الزواج في العيد يكاد يكون عادة ثابتة في قريتهم الريفية بمحافظة الغربية التي تبعد عن القاهرة أكثر من مئة كيلومتر، وإن الأعياد تكون فرصة مناسبة لعودة المهاجرين من القاهرة والإسكندرية لقضاء إجازة العيد بين الأهل والأقارب، وهو ما يجعل فرصة حضورهم لمثل هذه المناسبات الاجتماعية لا تتكرر كثيرا.

ببعض المصريين يرون في الاحتفال بالزواج خلال العيدين مجلبة للبركة (الجزيرة)

ويفسر عبد الله -الذي يعمل مدرسا في أحد المعاهد الأزهرية- إقامة حفلات الزواج والخطوبة في عيد الأضحى أكثر من عيد الفطر بارتباط الأمر بالعديد من العادات الاجتماعية الموروثة، ويقول إن البعض يعتقد خطأ أن الصيام يمكن أن يؤثر بالسلب على صحة العريس بينما يعتقد البعض الآخر أنه من الحرام إقامة العرس بين العيدين مما يجعلهم حريصين على استغلال مناسبة العيد لإتمام الزواج.

ويضيف متحدثا عن الظروف الاقتصادية التي تدفع إلى الاحتفال بالزواج خلال العيدين "عيد الأضحى مرتبط بالأضحية وبيع المواشي في الغالب، وكثير من الأهالي يقومون باستغلال المقابل المادي لهذا النشاط في استكمال تجهيزات العرس ومتطلباته".

إحدى حفلات الزواج الجماعي لليتيمات بمناسبة احتفالات الأعياد (مواقع تواصل)
إحدى حفلات الزواج الجماعي لليتيمات بمناسبة احتفالات الأعياد (مواقع تواصل) 

زواج جماعي
وبعيدا عن العادات والموروثات المصرية، تستغل العديد من الجمعيات الأهلية المعنية بتقديم الرعاية الاجتماعية للأيتام مناسبة العيد لإقامة حفلات زواج جماعية، ونظمت جمعية الأورمان الشهيرة بتربية الأيتام واليتيمات بمصر حفلا مماثلا في محافظتي المنيا والفيوم بجنوب القاهرة بمناسبة عيد الفطر الحالي.

وبحسب بيان صحفي لمدير الجمعية ممدوح شعبان، فإنها نظمت حفلين جماعيين للزواج للفتيات اليتيمات بمناسبة عيد الفطر الحالي، ضم أولهما 20 فتاة بمحافظة المنيا وثانيهما 32 فتاة بمحافظة الفيوم، وأوضح أن الهدف من تنظيم هذه الحفلات بالعيد إدخال السعادة على اليتيمات واستغلال مناسبة العيد في مشاركة أكبر عدد من الأهالي في هذه الاحتفالات.

ونظمت الجمعية الحفلين بالتعاون مع محافظي الإقليمين بحديقتين عامتين، مما ساهم في حضور رواد هذه الحدائق الذين كانوا يحتفلون بالعيد لكل مراسم الزواج.

وترى الباحثة الاجتماعية إيمان إمبابي أن أسبابا اجتماعية وأخرى اقتصادية تدفع المصريين للمحافظة على هذه الظاهرة، رغم التغييرات التي طرأت على المجتمع المصري في السنوات العشر الأخيرة.

وتقول إمبابي إن المصريين يرغبون دائما في مضاعفة الفرحة والحصول على البركة في نفس الوقت، ويعتبرون تنظيم حفلات العرس في الأعياد زيادة في الفرحة، ويعتقدون أن الأعياد -باعتبارها مناسبات دينية- تمنح البركة للأسر الحديثة.

وتضيف "ظاهرة الزواج خلال الأعياد تكون في القرى أكثر منها بالمدن، خاصة إذا كان العيد في فصل الصيف مثل العيد الحالي. البعض يلجأ إلى عدم زيادة تكلفة مصاريف حفلات الزواج مع الارتفاع الذي تشهده الأسواق المصرية مؤخرا، ويستفيد من الملابس الجديدة التي يقتنيها في الأعياد لارتدائها في الحفلات".

وتشير الباحثة إلى رفض العائلات الميسورة التي تحظى بمكانة مميزة بين أهالي القرى التي يعيشون فيها إقامة حفلات الزواج في العيد خاصة عيد الأضحى، وتعتبرها إهانة وعارا لها، وتقول "هذه العائلات تتخوف من أن يظن البعض أنها غير قادرة على الذبح مرتين".

وتقول "هذه العائلات تفضل أن يقام الزواج إما قبل العيد أو بعده، وألا يرتبط بالعيد بأي شكل من الأشكال، بينما يختلف الحال لدى سكان المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية الذين ينظرون للموضوع بشكل مرتبط في الأساس بمواعيد حجز القاعات وترتيب المواعيد وفقا للإجازات والعطل". 

المصدر : الجزيرة