شاهد.. باحث أردني يطور أغذية بديلة للعقاقير

أيمن فضيلات-عمان

أن تتناول الشوكولاته الغنية بفيتامينات "دي3" والحديد والزنك و"بي12″، أو البيض الطازج الغني بأوميغا3، أو تتناول عقارا بالفم يغنيك عن وخز إبر الأنسولين، فهذا قد يكون ضربا من الخيال.

لكنه في واقع الحال هناك أبحاث علمية توصل إليها عميد البحث العلمي في جامعة البترا الأردنية الدكتور مياس الريماوي، تعمل على تطوير عمل الغذاء في الجسم ليكون بديلا عن الأدوية وأعراضها الجانبية.

الفيتامينات بالشوكولاته
الشوكولاته السوداء الخالية من السكر والمدعمة بالفيتامينات التي يعاني من نقصها الأردنيون -خاصة دي3 وبي12 والحديد والزنك- باتت تُصنّعها شركات خاصة استخدمت الأبحاث العلمية للريماوي وطريقة الصنع، ويضيّف بها زائري مكتبه في الجامعة.

وللتغلب على التأثير السلبي لتغيّر الطعم والقوام والمواصفات الفيزيائية والحسية للشوكولاته بعد إضافة الفيتامينات عليها، يقول الريماوي للجزيرة نت "استطعنا التغلب على هذه المعيقات وإنتاج شوكولاته مدعّمة بالفيتامينات والمعادن المفيدة لصحة الإنسان، تُعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط".

ويعمل الريماوي حاليا على تطوير غذاء خاص للدواجن، مضاف إليه الفيتامينات الخاصة لإنتاج بيض طازج مدعّم بفيتامين "أوميغا 3" ليكون بديلا عن تناول الأدوية من خلال الطعام.

‪جائزة الويبو التي حصل عليها الباحث مياس الريماوي‬ (الجزيرة)
‪جائزة الويبو التي حصل عليها الباحث مياس الريماوي‬ (الجزيرة)

الويبو وجوائز أخرى
الريماوي حاصل على جملة من الجوائز العربية والأجنبية التي اطلعت عليها الجزيرة نت نظير أبحاثه العلمية، وكان آخرها الأسبوع الماضي عندما تسلم الميدالية الذهبية للمخترعين التي تقدمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، مسجلا بذلك حصول أول أردني على هذه الميدالية.

وأطلقت منظمة الويبو -وهي منظمة أممية مقرها العاصمة السويسرية جنيف- ميدالية للمخترعين بهدف تحفيز النشاط الابتكاري والإبداعي في أنحاء العالم، والاعتراف بمساهمة المخترعين في التنمية وزيادة الثروة الوطنية.

‪الباحث مياس الريماوي (يسار) داخل معمله في جامعة البترا برفقة أحد زملائه‬ (الجزيرة نت)
‪الباحث مياس الريماوي (يسار) داخل معمله في جامعة البترا برفقة أحد زملائه‬ (الجزيرة نت)

الأنسولين والعقاقير
رحلة الريماوي مع علاج مرض السكري وإبر الأنسولين امتدت منذ العام 2006 عندما عمل في مصنع أدوية بالأردن، وتمكن من تطوير عقاقير تؤخذ عبر الفم تكون بديلا عن إبر الأنسولين.

وقد جُربت هذه العقاقير على الإنسان بعد موافقة مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية عام 2009، وأثبتت التجربة نجاحا باهرا، لكن المعضلة المالية لتصنيعها وبيعها من قبل شركات أدوية ضخمة وعالمية تتبنى مثل هذا الاختراع العلمي، لم يتوفر في حينها.

في العام 2017 طوّر الريماوي تركيبة جديدة للأنسولين الفموي من خلال مادة الفسفوليبيد المستخرجة من صفار البيض والمبلمر الطبيعي، لإنتاج جسيمات بتقنية النانو تحتوي على الأنسولين وتعمل على حمايته من التحطم عند مروره بالقناة الهضمية، ومنع الأنزيمات الهاضمة من امتصاصه، وبذلك يصل سليما إلى الخلايا المستهدفة في الجسم ليقوم بدوره العلاجي.

الريماوي وفريقه في البحث العلمي حصلوا على جائزة أفضل بحث علمي منشور في مجال الفوسفوليبيد من "الجمعية الدولية لليسيثين والفوسفوليبيد" التابعة "لجمعية الكيميائيين الأميركية للزيوت" عام 2017، باعتبار أن البحث يفتح آفاقا جديدة لمرضى السكري ومنتجي الدواء لتطوير منتج فموي للأنسولين كبديل لطرق الحقن التقليدية.

العمل على هذا المنتج اجتاز مرحلة التجارب المخبرية، إلا أنه توقف بسبب التكاليف المالية التي تتطلبها المراحل التالية لإنتاجه والمتوقع أن تبلغ تكلفتها بعشرات الملايين من الدولارات، بينما يتوقع أن يكون مردوده التجاري بالمليارات.

‪رئيس جامعة البترا الدكتور مروان المولا: الجامعة تخصص 3% من إيراداتها السنوية للبحث العلمي‬ (الجزيرة)
‪رئيس جامعة البترا الدكتور مروان المولا: الجامعة تخصص 3% من إيراداتها السنوية للبحث العلمي‬ (الجزيرة)

5 براءات اختراع
وبحسب رئيسها الدكتور مروان المولا، تخصص جامعة البترا 3% من إيراداتها السنوية (أي نحو 1.2 مليون دولار) للبحث العلمي، و2% لإيفاد الطلبة المميزين إلى جامعات مرموقة للحصول على الدراسات العليا والالتزام بالتدريس في الجامعة.

وسجلت الجامعة منذ بداية العام -بحسب حديث المولا للجزيرة نت- خمس براءات اختراع، منها تطبيق لمعالجة مشكلة التلعثم، وجهاز طبي لمساعدة مرضى الديسك في الرقبة، إضافة إلى مشروب للطاقة يمنح الجسم الحرارة اللازمة في الشتاء.

كما يشتمل سجل الريماوي في البحوث الدوائية والصيدلانية على 30 اختراعا مسجلا في 75 دولة كبراءات اختراع اطلعت الجزيرة نت عليها، تحول بعضها إلى منتجات تجارية. وتساهم أبحاثه في فتح آفاق علمية لإيجاد علاجات لمرض السكري، ومنتجات للتنحيف وتطوير أدوية بيطرية، وأدوية للمساعدة على التئام سريع للجروح.

المصدر : الجزيرة