بالصور.. الشلالات جمال موصلي يرتدي ثوب الربيع

شلالات الموصل
انسياب المياه يضيف جمالا طبيعيا لمنطقة الشلالات في الموصل (الجزيرة نت)
أحمد الدباغ-الموصل
 
على بعد 11 كيلومترا شمال شرق الموصل (مركز محافظة نينوى) تقع منطقة الشلالات التي تغذيها عيون طبيعية من قضاء الشيخان شمال المدينة.

وتتميز المنطقة بجمال طبيعتها الساحر، والسجاد الأخضر الذي يغطيها طبيعيا في موسم الربيع، إذ إن شكلها المفتوح والمزارع التي تحيطها يعطيانها صورة أكثر جمالا وألقا، بالإضافة إلى انسياب مياه الشلال المتدفق في هذه الفترة من السنة.

تجذب هذه المنطقة آلاف العائلات الموصلية، إذ إنها باتت واحدة من المناطق القليلة في المحافظة التي تتميز بمساحة واسعة مفتوحة.

الغروب في منطقة الشلالات (الجزيرة نت)
الغروب في منطقة الشلالات (الجزيرة نت)

تنزه
ورغم تأخر ربيع نينوى هذا العام لما يقرب من شهرين بسبب الأمطار، فإن هذا الموسم يعد من أكثر المواسم الربيعية بهجة منذ سنوات طويلة مضت، إذ شهدت محافظة نينوى موجة أمطار كبيرة، أسهمت في إضفاء طبيعة ساحرة على منطقة الشلالات ومختلف المناطق الأخرى.

زيد أسامة، الذي جاء بعائلته إلى منطقة الشلالات للتنزه، قال للجزيرة نت "هذه المنطقة فريدة من نوعها، إذ لا توجد مساحة خضراء عامة في الموصل كهذه، والموصليون يقبلون عليها في مثل هذه الأوقات من السنة".

أما الفتى عبد الرحمن السراج (13 عاما) فقال إنه لا توجد أماكن للتنزه داخل المدينة تسمح له ولأقرانه بلعب كرة القدم، وتعد هذه النزهة فرصة للهو واللعب.

ويقبل عادة الموصليون على المنتجع وهم يحملون ما لذ وطاب من المأكولات الموصلية الشهيرة كالدولمة والمقلوبة، فضلا عن شواء اللحم والكباب والسمك، والتي عادة يعقبها شرب الشاي المغلي على الفحم مباشرة.

جانب من المساحات الخضراء المحيطة بمنطقة الشلالات (الجزيرة نت)
جانب من المساحات الخضراء المحيطة بمنطقة الشلالات (الجزيرة نت)

إهمال
ويقول مدير دائرة السياحة في نينوى بهنام حبيب إن منتجع الشلالات السياحي أنشئ في سبعينيات القرن الماضي، وكان درة سياحية بمساحة تبلغ 137 دونما (الدونم ألف متر مربع).

ورغم مساحته الواسعة والمفتوحة، فإن حبيب يؤكد أن المنتجع يعاني من إهمال كبير منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب الحروب التي مرت على العراق.

وعن إمكانية إعادة منتجع الشلالات إلى سابق عهده، قال حبيب إن هناك نية لإعادة إعمار المنتجع قريبا وطرحه كفرصة استثمارية.

ويضيف حبيب أن الموصل تعد بيئة استثمارية خصبة من الناحية السياحية، إذ تضم عشرات المواقع التي لم تصل إليها يد الإنسان، والتي تصلح أن تكون قبلة سياحية مميزة كالحضر والنمرود ومغارات قضاء الحضر.

من منطقة الشلالات بالموصل (الجزيرة نت)
من منطقة الشلالات بالموصل (الجزيرة نت)

قبلة سياحية
وكانت مدينة الموصل حتى عقدين مضيا قبلة سياحية داخلية مهمة للعراقيين، إلا أنه في عام 2003، تغيرت الحال.

ويؤكد الصحفي الموصلي علي عمر أن الموصل قبل عام 2003 كانت منطقة جاذبة للسياحة الداخلية، إذ إنها تتميز بطبيعة جميلة، فضلا عن وجود العديد من المنتجعات السياحية كسد الموصل والشلالات ومنطقة الغابات المطلة على نهر دجلة بشريط يبلغ طوله أربعة كيلومترات.

ويعتقد عمر أن الأحداث الأمنية التي شهدتها المدينة بعد 2003، والعمليات التي كانت تنفذ ضد القوات الأميركية، ومن ثم سيطرة تنظيم الدولة عام 2014 على المدينة؛ جعلت المدينة مكانا خطرا بالنسبة للقادمين إليها من المحافظات الجنوبية ومن إقليم كردستان.

وعن الإهمال الحكومي، يرى عمر أن الحكومات المحلية التي تعاقبت على المدينة لم تهتم بتطوير ميدان السياحة، بل إن بعضها تضرر جراء العمليات العسكرية.
مشيرا إلى أن جميع المنتجعات والأماكن السياحية في الموصل هي من منجزات العهد القديم، أي ما قبل 2003.

المصدر : الجزيرة