مشاهد ساحرة بمعرض سماء فلسطين للصور الفلكية

Said سعيد - فادي العصا| صورة للمصور عوض حمد أحد المشاركين والقائمين على المعرض. - سماء فلسطين في أول معرض للصور الفلكية
55 مشهدا مبهرا بمعرض سماء فلسطين للصور الفلكية (الجزيرة)

 فادي العصا-بيت لحم

التقط المصورون من مختلف أرجاء العالم ومن فلسطين صورا للسماء والفضاء وربطوها بجزء من الأرض، لتمثل صورا ساحرة المظهر وتجلب الزوار إلى المعرض الذي أقيم في بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة وضم 55 صورة مبهرة، بعد أن دربتهم الجمعية الفلكية الفلسطينية خلال ستة سنوات على التقاط هذه الصور.

ويقول المشرف على معرض الصور الفلكية وتكنولوجيا الفضاء داود الطروة إنه جمع هواة تصوير ليكون مؤتمرا متخصصا في التصوير الفلكي فقط وأن المنطقة لم تشهد معرضا مشابها من قبل، لأن معظمها ظل يجمع الباحثين والمحاضرين الفلكيين ليطرحوا دراسات بحثية.

مشاركة واسعة للمصورين بالمعرض (الجزيرة)
مشاركة واسعة للمصورين بالمعرض (الجزيرة)

فكرة المعرض
بدأت فكرة المعرض عام 2013 بمخيم فلكي شرق الضفة الغربية لاكتشاف سماء فلسطين قبل امتدادها إلى 23 مخيما شارك فيها مئات من الشبان الفلسطينيين والأجانب وامتد إلى دول قريبة كالأردن وقطر ومصر.

وتمتاز المنطقة الشرقية من الضفة الغربية كما يقول الطروة للجزيرة نت بابتعادها عن التلوث البصري الصناعي والغبار والغازات الدخانية المتصاعدة، إضافة إلى ما يميز سماء فلسطين بوجود ذراع مجرة درب التبانة الذي يظهر فيها بشكل قوس، وهو ما لا يظهر في بقية الدول، مما يعطي جمالا مضاعفا.

وتربط صور المعرض بين تكوينات معينة على سطح الأرض وبين السماء المضيئة غير الملوثة وإظهار صور مسارات النجوم والتجمعات النجمية، وذلك إلى جانب صور مرتبطة بصخور تمتاز بها منطقة البحر الميت ومناطق رملية ساحرة المظهر.

واستقطب المعرض قرابة 27 مصورا من أميركا وأوروبا خلال الفترة الماضية، وسيستقبل 30 مصورا آخر خلال الصيف إلى جانب متخصصين، بالتعاون مع الجمعيات الفلكية العربية والأوروبية لتبادل المعارف والتعرف أكثر على سماء فلسطين.

داود الطروة المشرف على معرض الصور الفلكية وتكنولوجيا الفضاء ببيت لحم(الجزيرة)
داود الطروة المشرف على معرض الصور الفلكية وتكنولوجيا الفضاء ببيت لحم(الجزيرة)

صور في الظلام
يرى المصور الفلسطيني عوض حمد أن الصورة الفلكية تختلف كثيرا عن الصورة العادية، وأنها بحاجة إلى وجود متخصص فلكي للإرشاد، وإلى دقائق أكثر من العمل وأحيانا إلى ساعات لالتقاط صورة واحدة، وقال إن شغفه بالصورة الفلكية بدأ عندما شارك في أحد المخيمات الفلكية عام 2015.

واستغرب حمد من ذهاب المصورين إلى مناطق مظلمة للغاية في الصحراء ووضع كاميراتهم لتظهر صورا مضيئة بألوان السماء، وقال "اعتقدت في بداية الأمر أنه يجري تعديلها بالحاسوب عن طريق برنامج فوتوشوب لكن تبين أنها من طبيعة السماء".

 

 

وحصل حمد بعد محاولات متكررة على صور تنافس المصورين المتخصصين في هذا الشأن عبر دمج السماء بأشخاص على الأرض، لأن الصورة من وجهة نظره عبارة عن رحلة مغامرة، وأن أفضل الصور لديه التي التقطها وجمعت 100 شخص مع السماء.

سياحة السماء
تطورت الفكرة أكثر عندما تم دمج صور سماء فلسطين بأرضها واختيار التراث والأماكن السياحية والدينية، لتخرج مبادرة سياحة في سماء فلسطين من أجل جذب السياحة من المصورين والهواة، ولإظهار مميزات السماء الفلسطينية في التقاط صور الفضاء.

المشاركون في المعرض استمتعوا برصد الكواكب والنجوم (الجزيرة)
المشاركون في المعرض استمتعوا برصد الكواكب والنجوم (الجزيرة)

ويرى المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار الفلسطينية جريس قمصية في حديث للجزيرة نت أن المعرض مبادرة شبابية هامة دعمتها الوزارة ومولت طباعة الصور، وأنه أعطى نمطا جديدا في استقطاب السياح والهواة.

وقال إن الوزارة ستستخدم هذه الصور في كتابتها السياحية التي تروج لفلسطين وفي المعارض السياحية الدولية، لدفع العالم إلى زيارة فلسطين أرضا وسماء.

المصدر : الجزيرة