شم النسيم بمصر.. يوم للنزهة وأكل الفسيخ

شم النسيم
بالتزامن مع احتفالات المسيحيين بعيد القيامة تطور شم النسيم من عادة فرعونية ليصبح مناسبة عامة ترتبط بفصل الربيع (الجزيرة نت)

كريم عادل-القاهرة 

من مناسبة فرعونية إلى دينية ترتبط باحتفالات المسيحيين بعيد القيامة، وصولا إلى مناسبة اجتماعية مصرية عامة، يحاول فيها المصريون -وسط جدل ديني أحيانا- رسم الفرحة على وجوه ذويهم مع استقبال فصل الربيع واعتدال المناخ عبر عادات مميزة بهم، إنه يوم شم النسيم.

وبحسب روايات تاريخية فقد بدأ شم النسيم لدى الفراعنة عام 2700 قبل الميلاد، وكان يشير إلى بعث الحياة ويسمى "شمو" ثم أضيفت له كلمة النسيم لارتباط بموعده باعتدال الجو. كان المصريون القدماء يضعون في احتفالاتهم السمك المملح والبصل والبيض، كما يقدمون تلك الأسماك المملحة نذورا للآلهة ويستخدمون البيض رمزا لخلق الحياة.

تطور الاحتفال بالتزامن مع احتفالات المسيحيين المصريين بعيد القيامة، ثم اعتاده المصريون ليتحول تدريجيا إلى مناسبة عامة ترتبط بقدوم فصل الربيع.

عادة متوارثة
الشاب الثلاثيني مصطفي يقضى شم النسيم مع أهله بمحافظة المنيا بجنوب البلاد، حيث يفضلون السمك المملح "الفسيخ" والسمك المدخن "الرنجة".

يقول للجزيرة نت إن كثيرين يفضلون التنزه خلال شم النسيم "لكن نحن من أولئك الذين يجلسون في البيوت، ونشارك فقط في أكل الفسيخ والرنجة والبيض الملون مع البصل".

غير أن هناك بعض المصريين ممن يقاطع الاحتفال بهذا اليوم، ويتداولون فتوى من كتاب "فتاوى دار الإفتاء المصرية" للشيخ الراحل عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا تؤكد تحريم الاحتفال بشم النسيم، ومنهم أحمد الذي شارك نص الفتوى على صفحته على "فيسبوك" معتبرا أنها ليست من أعياد المسلمين.

لكن دار الإفتاء أصدرت فتوى في 27 أبريل/نيسان الجاري بجواز الاحتفال باعتبار "شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية" وهي الفتوى التي أثارت تعليقات سلبية عليها للبعض اعتمادا على فتوى الشيخ صقر.

اجتماع عائلي
ورغم ذلك الجدل، توارثت أجيال مصرية متعاقبة عادات مثل شراء الفسيخ والرنجة في شم النسيم وأكلهما في المنازل، وسط اجتماعات عائلية مميزة أو في نزهات خارجية يتم ترتيبها مسبقا.

لكن شيماء (ربة منزل) من المصريين الذين يحرصون على صناعة الفسيخ في المنازل بأنفسهم حرصا على نظافة الطعام.

ووفق وسائل إعلام محلية فقد ضبطت السلطات الأيام الأخيرة أكثر من 31 طن فسيخ فاسدا غير صالح للاستهلاك الآدمي، حيث يحاول بعض التجار استغلال إقبال المصريين على شرائه خلال شم النسيم.

وتقول شيماء "هذه السنة وصل سعر الفسيخ إلى 150 أو 160 جنيها (الدولار 18 جنيها) وكان السنة الماضية بحوالي 120 جنيها فقط، لذلك صنعته في المنزل بمساعدة بعض الصديقات".

وتعتبر مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ (شمال القاهرة) قلعة الفسيخ بحسب ما هو معروف على نطاق واسع، حيث تحتل الصدارة، وإن كان في كل محافظة غالبا "فسخاني" مشهور.

‪لا تخلو المائدة المصرية من أطباق السمك المملح والمدخن يوم شم النسيم‬  (مواقع التواصل) 
‪لا تخلو المائدة المصرية من أطباق السمك المملح والمدخن يوم شم النسيم‬ (مواقع التواصل) 

في المقابل، يوضح عبد الله (موظف سابق بالقطاع الخاص) أنه لا يفضل أكل الفسيخ قائلا "لا أحبه وهناك تحذيرات كثيرة من أكله".

وأصدرت وزارة الصحة العديد من التحذيرات الأيام الأخيرة من طرق تناول السمك المملح وشرائه.

عبد الله -الذي يبلغ من العمر 56 سنة- يفضل أن يقضى وقته في العمل سائقا بنظام "أوبر" مستثمرا تزايد خروج المصريين خلال شم النسيم في كسب رزقه.

المصايف والحدائق
الحدائق العامة أحد أهم معالم يوم شم النسيم، ووفقا لرئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان محمد رجائي فقد استعدت كافة الحدائق على مستوى الجمهورية خاصة حديقة الحيوان بمحافظة الجيزة لاستقبال تزايد الزوار.

كما بدأت رحالات المصايف لدى البعض استغلالا لفترة الإجازات قبل وبعد شم النسيم حيث تقدر بأسبوع تقريبا، وهو ما جعل المصيف فرصة مميزة بحسب رحمة التي بادرت بتنفيذ الفكرة سريعا مع أسرتها منذ الحصول على إجازة عيد تحرير سيناء في 25 أبريل/نيسان الجاري.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي