حلبة موت ودم.. صراع الديوك يستحوذ على اهتمام العراقيين
علاء كولي-ذي قار
حلبة الصراع
ووسط زقاق ضيق يجتمع العشرات من "الجناية" يوميا التي تكون بالعادة في مكان مغلق وبعيدة عن أنظار الناس، بسبب الأصوات العالية التي تكون داخلها حينما يكون هناك نزال، حسب ما يؤكد جميل.
ويضيف أن الحلبة لا تأخذ مساحة كبيرة، حيث تكون دائرية الشكل، وارتفاعها يتراوح بين 80 و90 سم، ولا تقل مساحتها عن أربعة أمتار، في حين تحيط بها مدرجات للمتفرجين الذين يراهنون على المباريات الجارية.
وتستضيف الحلبة متنافسين من مدن ومحافظات مختلفة، حيث تكون بين آونة وأخرى بطولة كبيرة تسمى "الفنسوان"، وفي هذه البطولة يكون الحضور كبيرا بسبب ارتفاع الرهان.
ودائما ما يكون صاحب الحلبة هو الحكم في كل المباريات التي تحصل، يحدد أي ديك هو المنتصر ضمن شروط ومحددات متفق عليها.
رهان
وعادة ما يرافق النزالات الكبيرة ارتفاع بسقف الرهان، ويكون صاحب الحظ الأوفر هو من يفوز بالقتال الدامي، لأنه يحصد آلاف الدولارات.
والرهان على المال بين الجمهور هو إحدى العادات المعروفة في حلبات المصارعة في العراق، حيث ترتفع أصوات الحاضرين بالرهان كلما اشتد التنافس واقترب من النهاية، وفي حال انتهت المنازلة بالتعادل لا يحظى أحد بجائزة، والتعادل يكون عندما لا يسقط أي ديك خلال ساعتين من النزال.
وتصل قيمة الرهان في بعض المباريات إلى أكثر من ثلاثة آلاف دولار للنزال الواحد، وهذا الرهان يكون عادة بين محافظة وأخرى.
وتشكل مسألة الرهانات أمرا طبيعيا في كثير من المجتمعات حول العالم، ومثل هذه المواضيع كانت تجري في بغداد في العهد الملكي، كما يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة ذي قار الدكتور عدي الشبيب للجزيرة نت.
ويضيف الشبيب أن ما يحصل اليوم في صراع حلبة الديوك هو من الطرق التقليدية وأشبه بالألعاب الشعبية، تحولت اليوم إلى عامل اقتصادي رغم أنها كانت سابقا بدون أموال، لأنها جزء من التراث الثقافي، وهذا الجزء تحول إلى رهان بما يتيح المكان ليشكل جانب اقتصادي.
ويؤكد أن المجتمع يرفض هذه الرهانات التي ظهرت بهذا الشكل بسبب التغييرات التي حصلت فيه والتي ترتبط دائما بدوافع اقتصادية.
شروط اللعبة
وتوجد عدة قوانين وشروط للعب، منها فحص الديك قبل اللعب من قبل الحكم، أما وقت النزال فيكون ثماني جولات لكل جولة 13 دقيقة تتخللها استراحة لدقيقتين، ويعتبر الديك خاسرا إذا انهزم ثلاث مرات أو نام، ويعتبر الغش في اللعب خسارة، ويمكن أن تتم "الفصخة" حينما يكون النزال متساويا بعد مرور ساعة ونصف.
ويوضح أحد أصحاب حلبات الصراع في الناصرية أن أعمار الديوك الصالحة للمنافسة تكون من عمر سنة وتسمى "المخاليف، إلى عمر سنتين وتسمى "الفحل"، ودائما ما يستهوي صراع الفحول أنظار "الجناية"، لأنه يعطي قتالا مثيرا يصل ببعض الأحيان إلى قتل الديك الخصم داخل الحلبة.
أسعار الديوك
تختلف أسعار الديوك وأنواعها كما يقول أمير العبودي، وهو "جناي"، في حين يفضل الديك التركي بالدرجة الأساس والديك الهندي والتايلندي والأفغاني والفيتنامي، وتتراوح الأسعار بين 100 دولار وحتى ثلاثة آلاف دولار، ويرتفع السعر كلما كان الديك حاصلا على بطولات.
وتبقى الديوك التركية هي الأكثر رواجا ورغبة في النزالات الدموية، لأنها تملك قابلية خاصة في الاستمرار، وتكون ذات رقبة وقامة طويلتين، وهي تعتمد على نظام غذائي خاص يتمثل بالبيض المسلوق والذرة وبعض الحبوب.
وليست هناك معلومات ثابتة بشأن تاريخ هذه المنافسة في العراق، فبعض مربي الدجاج يقول إن حلبة الديوك قد دخلت العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، في حين يعتبر البعض أنها تعود حقبة البابليين.