انطلق بفكرة مهرجان الشباب العربي.. "لابا" تفتح الباب أمام طاقات العرب الفنية

شهد المحاميد–الكويت

تعج الكويت بمجموعة من الطاقات الشبابية المميزة التي دائما ما تبحث لنفسها عن مساحة تتيح لها إطلاق العنان لإبداعاتها في العديد من المجالات الأدبية والثقافية والرياضية والاقتصادية وغيرها، في بلد سمته الأساسية التنوع والاختلاف.

من هنا انطلقت أكاديمية "لوياك" للفنون (لابا) بفكرة مهرجان الشباب العربي، الذي يفسح المجال للشباب الكويتيين ونظرائهم من كافة البلدان العربية لاستعراض مهاراتهم وقدراتهم الفنية.

مساحة للفنانين الموهوبين
وفي هذا الإطار، تسعى "لابا" بالتعاون مع حديقة الشهيد على مدار أكثر من ثلاثة أسابيع لتوفير مساحة للفنانين الموهوبين في شتى المجالات الغنائية والاستعراضية والثقافية لتقديم مواهبهم المختلفة على مسرح "الشهيد" أمام جموع غفيرة من الشباب العرب التواق للفن الراقي، والذين تراوحت أعدادهم في أولى حفلات المهرجان بين 2500 و3000 شخص.

وتستمر فعاليات مهرجان الشباب العربي الذي انطلق يوم 17 مارس/آذار الماضي، حتى 9 أبريل/نيسان الجاري. وكانت أولى حفلات المهرجان مع الفنان عبد العزيز المسباح الذي قدم عرضا غنائيا بصحبة آلة العود، وأكدت بسمة عرفة من إدارة لوياك أن المسباح ابن الأكاديمية، وعملت الأخيرة على موهبته لسنوات طويلة حتى بات صوتا مسموعا وله جمهوره الخاص رغم صغر سنه.

أدى المسباح مجموعة من الأغاني القديمة القريبة لقلوب الجماهير، مثل "بالعون" و"شويخ من أرض مكناس" و"حمام" و"بعاد كنتم" و"الجبل"، والتي لاقت تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي اعتاد سماع هذه الأغاني منذ الصغر كونها ارتبطت بتاريخ الكويت.

في السياق ذاته، كان الجمهور الشبابي على موعد مع فرقة "مسار إجباري" يوم 19 مارس/آذار الماضي، التي قدمت عروضها بموسيقى الروك، إضافة لحفلة الفنان الشاب عبد العزيز لويس يوم 24 مارس/آذار الماضي.

ويفتتح كل من بدر صالح ومهدي كرم وسيّود عروضهم الفنية اليوم الثلاثاء الثاني من أبريل/نيسان الجاري بعرض "ستاند أب كوميدي"، الذي يقام لأول مرة على خشبة مسرح "الشهيد"، تعقبها في وقت لاحق آخر حفلات المهرجان للفنانة سعاد ماسي.

مواجهة الحرب بالفن
و أكدت عرفة في حديث للجزيرة نت أنها "من أصول جزائرية، وتهتم بالفلكلور الجزائري، ويعد دعم الشباب المهاجر وتوفير القاعدة الأساسية لتنمية مواهبه وقدراته من أبرز أهداف لوياك التي تنطلق رؤيتها من شعار (شباب مستنير من أجل السلام والرخاء)".

"لوياك" تواجه الحرب بالفن، فغيّرت اسم المهرجان من مهرجان الشباب الخليجي عام 2016 إلى مهرجان الشباب العربي في 2017 و2018 و2019، بحسب عرفة، التي رأت أن مشاهد العنف باتت تسيطر على العالم العربي مؤخرا، والطريق الوحيد لطمس هذه المشاهد هو رسم البهجة على وجوه الشباب، ولذلك تحرص لوياك على تقديم عروض مهرجاناتها مجانا أو بأسعار بمتناول جميع الشباب، خاصة العاطل عن العمل.

وتسعى "لوياك" للبحث عن الشباب المغمورين الذين يمتلكون من المواهب ما يستحقون أن يجدوا آذانا صاغية من مؤسسات المجتمع المدني تستمع لهم، وتركز على المواهب الفردية أو الفرق التي تمتلك فكرا ثقافيا وفنيا وتقدم عروضها بشكل مختلف.

ولا تقف جهود "لوياك" عند مهرجان الشباب العربي فقط، بل تقيم بشكل سنوي أيضا مهرجان الرقص الاستعراضي، ومهرجان فنون الرسم، بالإضافة لمهرجان المسرح، ليذكروا الشباب بأن المسرح لا يزال موجودا وله دور كبير في إحياء ثقافات الشعوب.

وأكد مدير حديقة "الشهيد" يوسف البعيجان للجزيرة نت أن مهرجان الشباب العربي التي تنظمه أكاديمية "لوياك للفنون" (لابا) سنويا، يهدف لإثراء المشهد الثقافي والفني في الكويت، ويسعى لتمكين الشباب في مجال الفنون والترويج لها.

وشدد على أهمية إبراز طاقاتهم الإبداعية ومساعدتهم على تحقيق آمالهم وطموحاتهم.