بالبيض والتونة.. الحكومة تعلن الحرب على الثعابين السامة بدلتا مصر

البيض أحد وسائل مكافحة الثعابين السامة برغم اثبات فشلها بالريف المصري - مواقع التواصل
الحكومة المصرية تعتمد على البيض المسموم لمواجهة الثعابين (مواقع التواصل)

حسن المصري-المنوفية

حالة من الخوف والترقب بين أهالي محافظة المنوفية عقب وفاة أسامة -أحد المزارعين بإحدى قرى مركز قويسنا التابع للمحافظة- مؤخرًا، حيث تعرض للدغة ثعبان سام أثناء عمله اليومي في الحقل، فأصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية بسبب انتشار السم في جسده.

وترتب على الواقعة رفع مستوى الطوارئ في المحافظة لمواجهة خطر الثعابين السامة، بتشكيل فريق صيد تابع لوزارة الزراعة وإطلاق حملات توعية بوسائل التعامل مع لدغاتها.

ويشعر الأهالي بالقلق خاصة أن هذا السيناريو تكرر في فصل الربيع من العام الماضي في محافظات المنوفية والفيوم والبحيرة والغربية، وتسبب في مقتل وإصابة أكثر من 50 شخصًا.

وخرج المواطنون وقتها ليعبروا عن غضبهم مطالبين بتدخل مديريات الزراعة والصحة، بل وترك بعضهم أرضه الزراعية بحسب التقارير الإعلامية المصرية في حالة من الخوف والهلع.

أسلحة الحكومة
بدورها رفعت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الزراعة والصحة والبيئة والمحليات شعار "البيض هو الحل"، في إشارة إلى شراء الآلاف من بيض الدجاج وحقنه بالسم ومن ثم توزيعه داخل الأراضي الزراعية.

ووفقا لمديرية الطب البيطري في محافظة البحيرة (شمالي القاهرة) فإن الحكومة وضعت خمسة آلاف بيضة مسمومة في المحافظة مع وضع مصايد للثعابين، وهو ما تكرر في محافظة المنوفية، لكن الأهالي وجدوا لحم سمك التونة داخل المصايد.

ورغم فشل البيض ومصائد التونة في مواجهة هجمات الثعابين العام الماضي بحسب الأهالي، فإن وزارة الزراعة أعلنت مؤخراً أنها ما زالت تراهن على البيض كوسيلة لحل الأزمة.

بدوره يرى الخبير الزراعي الدكتور محمد علي أنه لا يمكن قتل الثعابين بالبيض المسموم، لأن الثعابين لديها غريزة تستطيع من خلالها الابتعاد عن أي طعام مسموم أو غير مناسب.

وأكد علي في حديث للجزيرة نت أن الحل الحقيقي يكمن في قتل تلك الثعابين أو اصطيادها عبر استدراجها بالفئران والضفادع التي تتغذى عليها، ومن ثم عمل مصيدة لها يضعها الصيادون المتخصصون، بالإضافة إلى القضاء على غابات نباتات البوص والهيش والحلفاء التي أصبحت مأوى للثعابين.

وقال إن "مصر تمتلك جميع الإمكانيات اللازمة لحل الأزمة، ولكن الفكر العقيم يحول دون التطبيق رغم التحذيرات والفشل المسبق في حل المشكلة".

فلاح يحمل ثعبانا اصطاده في الحقل (الجزيرة)
فلاح يحمل ثعبانا اصطاده في الحقل (الجزيرة)

موسم الغذاء والتزاوج
بدوره قال عبد الله الحاوي خبير الحياة البرية وصاحب أحد مراكز مكافحة الثعابين والزواحف في حديثه للجزيرة نت "يوجد في مصر نحو 37 نوعا من الثعابين، منها سبعة أنواع سامة من أبرزها وأكثرها انتشارا الكوبرا التي تعيش في المصارف والترع والأراضي الزراعية، وهي من أخطر أنواع الثعابين في العالم. أما النوع الثاني فهي الطريشة التي تعيش بالمناطق الصحراوية".

وأضاف الحاوي أن الثعابين تظل طوال فترة الشتاء في جحورها، لكنها تضطر للخروج في فصلي الربيع والصيف نحو الأراضي الزراعية والترع للهرب من درجات الحرارة، وبهدف التزاوج والبحث عن الطعام.

وأشار إلى وجود خطأ شائع وهو هدم أماكن سكن الثعابين بتجريف التربة التي تسكن بها وهدم المصارف وردم الترع أو قتل الفئران والضفادع التي تتغذى عليها، بجانب غياب ثقافة التعامل معها بين الفلاحين على وجه خاص، علاوة على نقص الأمصال الخاصة بالثعابين في الأماكن العلاجية، وهو ما يبرر ارتفاع نسب الإصابة بين الأهالي.

اختلال التوازن البيئي بسبب قرارات الحكومة هو أحد أسباب انتشار هجمات الثعابين وفقا للخبير البيئي الدكتور أحمد عبد الحميد.

وقال عبد الحميد في تصريح للجزيرة نت "في الوقت الذي تتكاثر فيه الثعابين، تخرج الدولة بقرارات متخبطة مثل قتل الكلاب البلدية بتسميمها، رغم أن الكلاب من أكثر الحيوانات التي يمكن أن تمنع انتشار الثعابين، وحينما تنقص تلك الحيوانات يحدث خلل في التوازن البيئي وتظهر المشكلة".

ودعا إلى تشكيل فرق متخصصة لمكافحة الثعابين، مع التأكيد على ضرورة إحداث التوازن البيئي قبل بداية موسم تزاوج الثعابين، وإيجاد وسائل حقيقية في المكافحة من قبل الجهات المعنية كوزارة البيئة والزراعة.

المصدر : الجزيرة