هكذا تغلب المصريون على الغلاء.. هدايا عيد الأم على الرصيف

هدايا الأرصفه أصبحت ملاذ المصريين بعد غلاء الأسعار (الجزيرة)
المنتجات التي تباع على الأرصفة والأماكن العامة تصدرت هدايا عيد الأم لأسعارها المنخفضة

محمد سيف الدين-القاهرة

"هدية عيد الأم واجب لا يمكن التخلي عن تأديته مهما كانت الظروف". هكذا قالت الثلاثينية وفاء صبحي أثناء بحثها في الحقائب المصطفة أمامها على الرصيف في ميدان الحصري بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة (غرب العاصمة المصرية القاهرة)، عما يناسب والدتها لتقدمها هدية في عيد الأم.

فكرة مصطفى أمين أقرها عبد الناصر
وعيد الأم مناسبة يحتفل بها الوطن العربي في 21 مارس/آذار كل عام، تكريما للأمهات، وتقديرا لتضحياتهن، وبدأ المصريون الاحتفال بها عام 1956.

وجاءت الفكرة من الكاتب الصحفي المصري الراحل مصطفى أمين (1914-1997)في مقال له بصحيفة "أخبار اليوم"، ووافق عليها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1918–1970).

‪الغلاء يحرم
‪الغلاء يحرم "ست الحبايب" من هدايا عيد الأم لكن هدايا الرصيف تشهد انتعاشا‬ (الجزيرة)

حقيبة يد وشال
ولجأت وفاء -مثل أغلب المصريين- للمنتجات التي تباع على الأرصفة والأماكن العامة لأسعارها المنخفضة، وإن كانت جودتها أقل من نظيرتها التي تباع في المحلات الكبرى، كما قالت للجزيرة نت.

وتتراوح أسعار حقائب اليد التي تباع على الأرصفة بين 75 جنيها (أربعة دولارات تقريبا) و150 جنيها (تسعة دولارات تقريبا)، في حين لا يقل سعرها في المحلات الكبرى عن خمسمئة جنيه (29 دولارا تقريبا).

وتشير في حديثها للجزيرة إلى أنها قررت شراء حقيبة يد لأمها وشال بتكلفة لا تزيد على ثلاثمئة جنيه (18 دولارا تقريبا)، بعدما فشلت خطتها لشراء أحد أجهزة المطبخ الكهربائية نظرا لارتفاع الأسعار.

‪التخفيضات والعروض لم تؤت ثمارها في عيد الأم‬ (الجزيرة)
‪التخفيضات والعروض لم تؤت ثمارها في عيد الأم‬ (الجزيرة)

غلاء رغم التخفيضات
وتعد مستلزمات المطبخ عامة والأجهزة الكهربائية خاصة قبلة أغلب المصريين في عيد الأم، ولكن رغم تخفيض أسعارها والعروض عليها من الشركات فإنها ما تزال بعيدة عن متناول أغلب المصريين.

وانخفضت أسعار هدايا عيد الأم، خاصة الأجهزة الكهربائية، هذا العام بنسبة تتراوح بين 10 و15% في الأسواق، وفق ما أوضحه أحد العاملين في شركة التوحيد والنور (أحد أكبر أسواق البيع بالتجزئة في مصر) للجزيرة نت.

وعلى ما يبدو فإن هذه التخفيضات وعروض التقسيط لم تؤت ثمارها مع المستهلك المصري، حيث إن نسبة المبيعات في الأسواق 40% فقط، وتعد نسبة ضئيلة للغاية مقارنة بالسنوات الماضية، بحسب ما يؤكده فتحي الطحاوي نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية.

ويوضح، في تصريحات صحفية له، أن "موسم عيد الأم في السابق كان يشهد مبيعات تصل إلى 100%، ولكن بعد قرار "تعويم الجنيه" تآكلت القوة الشرائية للمواطنين، وارتفعت أسعار السلع والخدمات بشكل كبير، مما أصاب السوق بحالة ركود".

وتقدر فاتورة إنفاق المصريين على شراء هدايا عيد الأم خلال العام الماضي 2018 بنحو 250 مليونا، وانخفضت بنسبة 25٪ عن عام 2017 متأثرة بقرار "التعويم"، ومن المتوقع أن تنخفض بشكل كبير أيضا هذا العام، وفق ما أكده خبراء اقتصاد للجزيرة نت.

‪الأواني البلاستيكية التي تباع على الأرصفة أصبح لها رواج نظرا لأسعارها المنخفضة‬ (الجزيرة)
‪الأواني البلاستيكية التي تباع على الأرصفة أصبح لها رواج نظرا لأسعارها المنخفضة‬ (الجزيرة)

الأواني البلاستيكية
وأسهم الإقبال على الهدايا التي تباع على الأرصفة في رواجها بشكل كبير، ويقول أسعد الشناوي (أحد الباعة الجائلين) "عيد الأم موسم، والكل يسعى لشراء الهدايا لأمه، وإن كانت رخيصة".

ويوضح للجزيرة نت أنه "منذ العام الماضي، وهو يركز تجارته خلال النصف الثاني من مارس/آذار على مستلزمات المطبخ كالأواني والبلاستيكات".

وهو ما ساعد الطالبة الجامعية عايدة سمير على عدم التخلي عن عادتها السنوية لشراء هدية عيد الأم، حيث قررت شراء بعض الأواني البلاستيكية والقفازات الخاصة بالمطبخ التي تباع في ميدان الجيرة (غرب القاهرة)، لأنها لا تستطيع أن تنفق أكثر من مئة جنيه (ستة دولارات تقريبا)، نظرا لأنها طالبة وما تزال تحصل على مصروفها من والدها.

وتقول عايدة للجزيرة نت "الهدية بقيمتها المعنوية وليست المادية، المهم تقديم هدية لماما كما تعودت على ذلك منذ الصغر".

‪حالة ركود كبيرة تضرب سوق الأدوات الكهربائية رغم العروض المقدمة لعيد الأم‬ (الجزيرة)
‪حالة ركود كبيرة تضرب سوق الأدوات الكهربائية رغم العروض المقدمة لعيد الأم‬ (الجزيرة)

هدية واحدة
وللتغلب على ارتفاع الأسعار، كما يقول أحمد حسين (محاسب في العقد الثالث من العمر) "اتفقت أنا وأخواتي الثلاث على شراء هدية واحدة لأمي بدل تعدد الهدايا، حيث إنها كانت تحتاج أحد الأجهزة الكهربائية في المنزل".

ويضيف حسين للجزيرة نت "بدأت أحوش (أدخر) أنا وأخواتي منذ شهرين حتى نستطيع شراء الهدية كاش (نقدا)، وذلك تجنبا لشرائها بالتقسيط".

الشوكولاتة الوسيلة الأنسب
أما الشوكولاتة فكانت هي الوسيلة الأنسب مع الشاب العشريني رامي مهني، حيث قرر شراء كمية متنوعة منها، ووضعها في صندوق وغلفه بشكل أنيق، مع وردة صغيرة داخله.

وأوضح للجزيرة نت أن والدته تحبها جدا (الشوكولاتة)، وكذلك والده، كما أنه يحرص دائما على تقديم الهدايا لهما في المناسبات كافة، وتحديدا عيد الأم.

ارتفاع الأسعار دفع بعض الصفحات المخصصة للنساء على مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم بعض الأفكار التي يمكن عملها في المنزل بتكلفة أقل، خاصة الإكسسوارات والمشغولات اليدوية.

المصدر : الجزيرة