شاهد.. لأول مرة في الموصل.. مقهى يطلق إذاعة

بعض العراقيين في الموصل يحاولون الاستمتاع بشيء يشعرون معه بأن الحياة طبيعية في مدينتهم، وذلك بتحويل مؤشر الإذاعة لاستقبال رسائل أمل وتسامح تبثها محطة راديو غير تقليدية.

وتقع إذاعة "وان.إف.إم" في مقهى محلي بقلب الموصل التي مزقتها الحرب، حيث يتسنى لرواد المقهى في كثير من الأحيان تقديم شكاواهم للمسؤولين أثناء إجراء مقابلات معهم في برامج إذاعية حية، وذلك عبر نافذة زجاجية في المقهى.

ويقول مؤسسو الإذاعة، التي تُعرف باسم "راديو كافيه"، إنه مع استمرار جهود إعادة بناء الموصل، فإن الإذاعة هدفها تمكين السكان من التعبير عن مخاوفهم بحرية.

ويوضح المؤسسون أن تكلفة إطلاق الإذاعة بلغت سبعين ألف دولار، وأن تكلفة تشغيلها -بما في ذلك رواتب مقدمي البرامج والموظفين- تغطيها إيرادات المقهى.

وقال عبد الرحمن الخير -أحد مؤسسي المحطة- إن فكرة الإذاعة تعتمد على التمويل الذاتي، مشيرا إلى أن أرباح المقهى تحول إلى رواتب موظفي الإذاعة، كما تركز الفكرة الثانية على استحداث أسلوب جديد في مجال الإعلام، وهو الدمج بين الترفيه والإعلام.

وأضاف الخير أن الراديو يستضيف المسؤول داخل الأستديو ليطرح رواد المقهى والمواطنون مشاكلهم على شكل قصاصات تُجمع من قبل أحد الأشخاص وتُنقل مباشرة على الهواء أمام أنظار المسؤول من أجل حل جزء منها.

ويتراوح راتب مقدم البرامج في هذه الإذاعة بين 250 و300 دولار شهريا.

وقالت شام عماد -هي مقدمة برامج سورية الأصل-إن تجربة الراديو جميلة جدا بعد الأزمة التي مرت بها الموصل، لا سيما بعد سيطرة تنظيم الدلة الإسلامية على المدينة.

وحظر تنظيم الدولة إبان سيطرته على الموصل جميع أشكال الفن والموسيقى، كما منع السكان من الاستماع لمحطات الإذاعة.

ويوجد في المدينة حاليا خمس محطات إذاعة -على الأقل- تبث من داخلها.

وعبرت نور ميسر عن سعادتها بوجود إذاعة داخل المقهى، وقالت إنها الأولى من نوعها في الموصل، معبرة عن إعجابها بوجود أستوديو داخل المقهى.

المصدر : رويترز