ماراثون البلد.. الرياضة للجميع في قلب القاهرة
علاء عبد الرازق-القاهرة
"بقالنا 6 سنين حلمنا أن مارثون القاهرة ينطلق من أحلى حتة في القاهرة وسط البلد، ويكون مسار المارثون وسط البلد والنيل"، هكذا سوّق منظمو المارثون لفعاليتهم الكبرى والأهم في تاريخهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يكن صباح أمس الجمعة في وسط القاهرة صباحا تقليديا، فلأول مرة تشهد هذه المنطقة الشهيرة سباقا كبيرا نظمه فريق "كايرو رنرز"، وشارك مئات المتسابقين في الركض في شوارع قلب القاهرة خلال ساعات الصباح الأولى، مرتدين قمصانا مميزة تحمل اسم السباق "مارثون البلد"، وعليها أرقامهم الخاصة التي توضح مراكزهم في السباق.
بدأ السباق في السادسة صباحا من كوبري قصر النيل المتاخم لميدان التحرير، وانطلق المشاركون شبانا وفتيات ليخوضوا سباق المارثون الأكبر الذي يبلغ 42 كيلومترا، حيث يركضون في أشهر ميادين وسط القاهرة وجزيرة الزمالك، وينتهي السباق عند حديقة الحرية قرب دار الأوبرا المصرية.
يقول محمود نور (23 عاما) إن التنظيم كان جيدا، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها في السباق، ويضيف -في حديثه للجزيرة نت- أنه اعتاد أن يسمع عن هذه السباقات التي يرى فعالياتها على فيسبوك، وهذه المرة قرر المشاركة مع أصدقائه، ودفعوا مصاريف الاشتراك حيث يحصل المتسابقون على قميص السباق ورقم خاص لكل متسابق.
يقطن نور في ضاحية القاهرة الجديدة شرقي العاصمة، ونادرا ما يزور وسط القاهرة، لذلك كان السباق فرصة جيدة ليتعرف على هذه المنطقة في الصباح الباكر وخلال السباق "حيث لا زحام، والطقس رائع".
وشمل السباق أربع فئات، أولاها سباق المارثون لمسافة 42 كيلومترا، والثانية سباق نصف المارثون 21 كيلومترا، والرابعة سباق الـ10 كيلومترات، والسباق الرابع للعائلات حيث يركض المشاركون لمسافة 2 كيلومتر فقط.
وانضمت عشرات العائلات للسباق من آباء وأمهات بصحبة أطفالهن، وبدت البهجة على وجوه الأطفال الذين وجدوا نظراء لهم يشاركونهم الملابس الرياضية نفسها والهدف ذاته بالركض بشوارع قلب القاهرة.
كما شارك عشرات من الشباب في تنظيم الفعاليات، سواء بتزويد الراكضين بالمشروبات –التي يقدمها الرعاة- في طرق السباق، أو بإرشادهم لمسار السباق، كما يشجعون المتسابقين بالهتافات الحماسية لمواصلة الركض، ويلتقط آخرون الصور للمتسابقين.
وأعلن المارثون أسماء المتسابقين الأوائل في كل فئة، وتوزّع الجوائز عليهم عقب انتهاء السباقات مباشرة.
وفاز محمد ربيع (34 عاما) بجائزة المارثون الكبرى حيث قطع 42 كيلومترا في ساعتين و28 دقيقة، وفاز محرم حمد الله (35 عاما) بجائزة نصف المارثون قاطعا 21 كيلومترا في نحو ساعة وخمس دقائق، وفي سباق العشرة كيلومترات فاز يوسف سيد (18 عاما) بالمركز الأول محققا نحو 33 دقيقة.
ومنذ ست سنوات بدأ فريق "كايرو رنرز" في تنظيم فعالياتهم، والعام الماضي نظموا أول مارثون كامل لمسافة 42 كيلومترا بعد أن اعتادوا قبلها على تنظيم نصف مارثون لمسافة 21 كيلومترا، بالإضافة لفعاليات الركض الأسبوعية والخيرية التى تجرى بالتعاون مع مؤسسات حكومية أو غير حكومية.
كما نظم الفريق فعاليات للركض في مدن مصرية أخرى مثل الجونة وذهب والساحل الشمالي والإسكندرية خلال الأعوام الماضية.
أسس المهندس إبراهيم صفوت فريق "كايرو رنرز" بعد أن قرر الاستقالة من وظيفته في إحدى الشركات الكبرى عام 2012، وكان عدد المتسابقين في أول سباق نظمه 70 متسابقا، واليوم يتجاوز عدد المتسابقين الآلاف.
تجارب أخرى
ويأتي متسابقون من خارج القاهرة للمشاركة في هذا المارثون، كما ألهمت هذه التجربة آخرين لتنظيم فعاليات مشابهة في مدن وأحياء أخرى في القاهرة.
يقول مصطفى (18 عاما) للجزيرة نت، إنه أسس مع أصدقائه مجموعة للجري في منطقة مصر الجديدة ومدينة نصر، أطلقوا عليها اسم "ستار رنرز"، وهم ينظمون فعاليات الجري لأهالي المنطقة صباح الجمعة، وقد جاء لمساعدة "كايرو رنرز" على تنظيم السباق.
ويرى مصطفى أن الهدف من السباق خيري بالدرجة الأولى، فالسباق الذي يقام تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة يذهب جزء من عائده لصالح مستشفى سرطان الأطفال 57357.
بينما يشارك حسام (20 عاما) منذ ثلاثة أعوام في مارثون القاهرة مع "كايرو رنرز"، لكنه قرر أن يشارك في الجري هذه المرة دون أن يدفع الاشتراك الذي يصل إلى نحو 450 جنيه (نحو 25 دولارا)، لأنه يرى أن مصاريف الاشتراك غالية، والأهم بالنسبة له هو الرياضة وروح التنافس بين المتسابقين.