رابطة الشبهانة.. مبادرة قطرية لمواجهة التصحر
عماد مراد-الدوحة
الحفاظ على البيئة تولد لدى الخاطر منذ الصغر، وزاد حبه وشغفه بالبيئة القطرية بعدما رأى المناطق التي تعلق بها وهو صغير تهمل وتتأثر طبيعتها الجميلة، لتتولد داخله رغبة في إعادة تلك المناطق إلى سابق عهدها.
المهندس عبد الله الخاطر -الذي أسس رابطة للحفاظ على البيئة تحت اسم رابطة الشبهانة البيئية- نظم مع عدد كبير من المهتمين يوما تطوعيا لزراعة وتنظيف روضة المايدة، بمناسبة الاحتفال بيوم البيئة القطري، الذي يوافق 26 فبراير/شباط كل عام.
ويرى الخاطر أن روضة المايدة لها مكانة خاصة في الذاكرة البيئية لدولة قطر؛ فهي أكبر روضة في الدولة، وأحد أكبر مناطق تجمع المياه، وكانت في السابق متنفسا رئيسيا لأهل قطر، لكن مع التطور الذي شهدته البلاد بدأت الذاكرة تنساها، بالإضافة إلى العديد من التعديات التي أضرت طبيعتها البيئية الرائعة.
واعتبر الخاطر في حديث للجزيرة نت أن حملات الحفاظ على البيئة عبر التشجير والتنظيف تعطي فرصة للأجيال المقبلة للاستمتاع بالبيئة القطرية وجعل الروض المختلفة بمثابة متنزه وطني ومعلم سياحي طبيعي.
الروض في قطر مناطق واسعة تتجمع فيها مياه الأمطار، مما يساعد على نمو العديد من الأشجار، وعلى رأسها شجرة السدر البري، وكانت في الماضي متنزها للعائلات القطرية، إلا أن التطور الكبير الذي شهدته البلاد خلال الفترة الماضية قلل الاهتمام بتلك الروض؛ مما دفع العديد من المؤسسات والروابط الأهلية إلى عمل حملات لزراعتها وتنظيفها.
الجزيرة نت رافقت المتطوعين خلال اليوم الذي بدأ قبل الثامنة صباحا بمشاركة العديد من المؤسسات القطرية، التي حرصت على التواجد لدعم هذه المبادرة وإنجاحها، حيث قام المتطوعون بتوزيع أنفسهم إلى فرق مختلفة؛ منهم من قام بالتنظيف، أو نقلوا الشتلات، وفرق أخرى قامت بعملية الزراعة وري الشتلات.
وزرع المتطوعون العشرات من شتلات شجرة السدر البري المشهورة في قطر، التي تعد من أهم الأشجار التي تناسب البيئة القطرية؛ فتلك الشجرة -التي لا يزيد ارتفاعها على مترين- مكون رئيسي لكل الروض؛ لتميزها بتحمل قلة المياه، بالإضافة إلى معدل أعمارها الكبير للغاية.
وعي بيئي
أستاذة علم الاجتماع بجامعة قطر الدكتورة كلثم الغانم أكدت أن المجتمع القطري بات على وعي كبير بأهمية الحفاظ على البيئة القطري، التي تعد جزءا من تراث وتاريخ البلاد.
وتضيف الغانم أن نشطاء البيئة في قطر حرصوا على أن يشارك أطفال المدارس في المناطق القريبة من الروضة من أجل إعدادهم ليكونوا حراسا للبيئة في هذه المنطقة مستقبلا، لافتة إلى أن غرس الحفاظ على البيئة لدى الأطفال ستكون له نتائج إيجابية كبيرة.
أما الدكتورة هيا المعضادي، المستشارة في وزارة الثقافة والرياضة القطرية، وأحد أعضاء رابطة الشبهانة البيئية؛ فأكدت أن حملات التشجير بمفردها غير كافية للحفاظ على البيئة، مشددة على ضرورة تثقيف وتعليم المجتمع مخاطر إهمال البيئة من حوله.
وتوضح المعضادي للجزيرة نت أن رابطة الشبهانة لديها عدة برامج لتثقيف المجتمع بضرورة الحافظ على البيئة، منها ورش عمل تعقد في المدارس والمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى دعم الألعاب التي تجذب الطلاب لمعرفة مكونات البيئة القطرية، لخلق علاقة بينهم وبين تلك المكونات وحثهم على الحفاظ عليها.
وأضافت المعضادي أن رابطة الشبهانة -التي تأسست في مارس/آذار 2016 من قبل متطوعين قطريين- هدفها الأول نشر الوعي لدى المجتمع بضرورة الحفاظ على بيئته، لافتة إلى أن اسم الشبهانة يرجع إلى شجرة باتت نادرة في قطر، وتم اختيار هذا الاسم ليعرف المجتمع تلك الشجرة النادرة، التي كانت منتشرة في السابق، مما يدق ناقوس الخطر بضرورة الحفاظ على ما تبقى من الذاكرة البيئية في البلاد.