المتحف الحيواني.. تراث مصري تحييه الكائنات المنقرضة

ربيع أبو زامل - المتحف الحيواني بحديقة حيوانات الجيزة - المتحف الحيواني.. تراث مصري تحييه الكائنات المنقرضة (تم رفع الفيديوهات والصور عبر الإيميل)
المتحف الحيواني تأسس عام 1914 كأول متحف للحيوان في الشرق الأوسط (الجزيرة)
بمجموعة من المومياوات الحيوانية المحنطة يسلط المتحف الحيواني في الجيزة (غرب القاهرة) الضوء على مسميات شعبية يتداولها المصريون في حياتهم، مثل "أم قويق"، و"الجربوع"، و"المركوب".

ويقع المتحف في قلب حديقة حيوانات الجيزة التي تأسست عام 1892، وتعد من أكبر حدائق الحيوان في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويعرض المتحف عبر ثلاثة طوابق محنطات لأكثر من 2500 نوع من الزواحف والثدييات والطيور والحشرات والأسماك.

كما يضم المتحف مجموعة من الحيوانات المصرية الأصيلة التي تحولت مسمياتها إلى صفات يطلقها العامة فيما بينهم، مثل حيوان "اليربوع"، وهو من فصيلة القوارض يشبه الفأر وينعته المصريون بلفظ "جربوع" كمذمة، في حين يطلق لفظ "أم قويق" -وهو حيوان يشبه البوم- على السيدات كثيرات النحيب.

كما يعرض المتحف مجموعة محنطات تعلم منها الفلاح المصري القديم كيفية التغلب على قسوة الطبيعة، مثل حيوان "أبو مركوب"، وهو طائر يشبه منقاره الحذاء الشعبي المعروف في مصر بـ"البلغة".

تاريخ عريق
تقول مديرة إدارة المتحف الحيواني فاتن قابيل إن فكرة بنائه تعود لعام 1906 بهدف الاحتفاظ بالأجزاء الخاصة بالحيوانات مثل العظام والقرون، لكن موقعه الحالي بني عام 1914 كأول متحف للحيوان في الشرق الأوسط، ومنذ تأسيسه شهد المتحف مراحل تطوير متعددة كان آخرها عام 2015.

ووفق مشاهدات مراسل الجزيرة نت وحديث المسؤولة المصرية، يبدأ المتحف بغرفتين، إحداهما للندوات والمحاضرات العلمية وأخرى للاجتماعات، وطابقه الأول عبارة عن "ديوراما (مناظر مجسمة)" لمجموعة من الهياكل والمحنطات.

وتضم مجموعة الديوراما هياكل منقرضة، منها الغزال المصري وآكل النمل وحوت عثر عليه على سواحل البحر المتوسط عام 1928، وهيكل الفيل الأفريقي الذي يأتي في المرتبة الثانية من الضخامة بعد هيكل الحوت، إلى جانب مجموعة من الرؤوس والجماجم المعلقة على حوائط المتحف.

جانب من المعروضات في المتحف الحيواني بالجيزة (الجزيرة)
جانب من المعروضات في المتحف الحيواني بالجيزة (الجزيرة)

وتتشكل جنبات الطابق الأول من محنطات لبيئات حيوانية مختلفة، منها البيئة الأفريقية وتضم الطيور والزواحف والثدييات التي تخص قارة أفريقيا، والبيئتين الرطبة (تغمرها المياه كليا أو جزئيا وتستقطب الطيور) والصحراوية (ذات الظروف البيئية القاسية).

أما الطابق الثاني فيضم الحيوانات الخاصة بالبيئة المصرية، ويضم أيضا تمساحا فرعونيا يعد الوحيد المحنط في المتحف على الطريقة الفرعونية، حيث كان أحد الآلهة في العهد الفرعوني، إلى جانب مجموعة من الزواحف كالثعابين الضخمة والفراشات.

وفي إحدى زوايا الطابق الثاني توجد مجموعة أثرية تعود للملك فاروق (حاكم مصر خلال الفترة من 1936-1952)، وهي عبارة عن أدوات صيد كان يستخدمها الأخير في رحلات الصيد بمصر، من ضمنها مقتنيات نادرة من البنادق والمسدسات الخاصة بصيد الحيوانات البرية والطيور الجارحة.

وكذلك يضم المتحف أسماك البيئة البحرية وبيئة الأمازون (غابات تقع بأميركا الجنوبية)، وتضم زواحف وبرمائيات وثديات وعناكب وطيورا ومجموعة القردة القديمة، ومن بينها إنسان الغاب الذي يعد أحدث المحنطات في المتحف، ثم البيئة الخاصة بالكيسيات، مثل الكنغر، والحيوانات آكلة اللحوم.

وضمن مساع للحفاظ على مقتنيات المتحف، تقول مديرته إن المتحف "يستعين بلجنة علمية بصفة دورية لمعالجة التلف البيولوجي في المحنطات والهياكل التي تتم صيانتها بشكل دوري، وآخرها معالجة رأس زرافة موجودة بالمتحف منذ عام 1920 أصيبت بتشققات تمت معالجتها وسيتم نقلها قريبا للمتحف بعد الصيانة".

المصدر : الجزيرة