متخصصون يبحثون عن حل اللغز.. وفاة غامضة لفرنسية ماتت بعضات كلاب

لا تزال الظروف التي توفيت فيها الفرنسية إليسا بيلارسكي غامضة، والتي عثر عليها ميتة بالقرب من مسار في غابة أيسن.

وقد كشف تشريح الجثة أنها ماتت بسبب نزيف ناتج عن عضات كلاب في الأطراف العلوية والسفلية والرأس رغم أنه لم يحدد بعد هل كلبها هو الذي قتلها أم مجموعة كلاب صيد هاجمتها.

وسأل موقع "أل سي إي" الفرنسي اختصاصيا في سلوك الكلاب عن الأسباب التي تجعل كلبا أو أكثر يقتل إنسانا، وقال المتخصص في سلوك الكلاب نيكولاس سيرجنت إن الشابة اتصلت بزوجها قبل لحظات من وفاتها طالبة للمساعدة، وقالت إنها تعرضت لهجوم من كلاب عدة -وهو ما يوحي بأن مجموعة الصيد هي التي قتلتها- إلا أن شركة الصيد نفت مسؤوليتها عن الوفاة، وقالت في بيان إن هذه الكلاب ليست عدوانية تجاه البشر، وودودة للغاية مع البالغين والأطفال على حد سواء.

رد الفعل الشرطي
لم يكن رد الشركة كافيا للباحثين والمتخصصين في ظاهرة مطاردة الكلاب للبشر، وقالوا إن "الكلاب ليست عدوانية بطبيعتها ولكن يمكن أن تهاجم عندما تكون مدربة على القيام بأمر محدد بمجرد تلقي الحافز الخارجي، وهو ما يسمى رد الفعل الشرطي، وأما أنها لم تميز بين البشر والفريسة فبسبب التباس في الرؤية أو الشم".

ويقول سيرجنت إن رد فعل الكلاب على فرار شخص هو إيقاف فريستها، ويكفي أن يقوم كلب واحد بهذا الإجراء لتتبعه بقية الكلاب على سبيل التقليد، فتكون سلسلة العضات قاتلة.

وأوضح الموقع أن المحققين أخذوا عينات من 67 كلبا قد تكون متورطة في هذه الوفاة، بما في ذلك كلاب عائلة المتوفاة.

وأشار إلى أن خمسة من هذه الكلاب تنتمي إلى فصيلة "ستافوردشاير تيريي" الأميركية التي تصنف أنها "من المحتمل أن تكون خطيرة"، وأن أحدها وجد بجوار جثة الشابة المتوفاة.

تصنيف غير حاسم
يقول سيرجنت إن تصنيف كلب أنه قد يكون خطيرا لا يعني أنه كذلك بالفعل، مشيرا إلى أن الانتماء للفصيلة ليس هو سبب الخطورة، وأن السبب هو ما نستخدم فيه الكلاب والتعليم الذي نقدمه لها.

ووفقا لمدير منظمة "أنيميا فوكس" للتدريب على سلوك الحيوانات، فإن رد فعل كلب المرافقة يتعلق بشكل أساسي بالبيئة التي تربى فيها، في حين أن كلب المطاردة هو مثل أي كلب يمكن أن يهاجم جنسه، غير أن احتمال أن يكون هذا الهجوم قاتلا ضعيفا للغاية إذا كان الكلب مؤهلا ومعتادا على الحيوانات الأخرى.

ويقول سيرجنت إن الكلب المدرب والمؤهل قد يصدر عنه رد فعل عنيف لأسباب خارجية، كأن يغضبه شخص آخر، وقد يكون رد فعله أسوأ إذا أصيب بالذعر ولم يستطع الهرب بسبب قبضة صاحبه، وأنه يمكن في هذه الحالة أن يعض مالكه لكن من غير المرجح أن يذهب إلى أبعد من ذلك ليقتل، لأن "عضة واحدة أو اثنتين على الذراع كافية لتحريره".

وكشف الموقع أن العينات الوراثية -في غياب الشهود- هي التي ستمكن من التعرف على الحيوانات التي هاجمت إليسا، غير أن النتائج غير متوقعة قبل أيام عدة كما قال المدعي العام بعد فتح تحقيق قضائي ضد مجهول.