يتبادر للأذهان أن مقابر الأحياء تعبير مجازي عن صعوبات إيجاد مأوى، لكنه لا أحد يتخيل أن السكان في مدينة تستور التونسية يبنون لأنفسهم قبورا حقيقية وهم أحياء تحضيرا للموت المحتوم.
محمد عبد الملك-تركيا
تولي تركيا اهتماماً خاصاً بالقبور والأضرحة منذ حقبة حكم الدولة العثمانية، وغالباً ما يصادفها زوار البلد أينما حلوا بمدينة اسطنبول وتحديداً عند مساجد المدينة الشهيرة وفي قلب الأحياء السكنية، وفي مقابر ملتصقة بالمنازل دون أن يحدث هذا الأمر أية مخاوف أو يكون مصدر فزع للسكان كما هو الحال في عدد من البلدان العربية.
وتحظى القبور بعناية كبيرة -لاسيما تلك التي توجد داخل الحدائق وتحيط بها المساحات الخضراء- ويتمنى عديد الأتراك أن يتم دفنهم فيها عند وفاتهم لما يتوفر فيها من فخامة وجمالية.
وتضم بعض المقابر أضرحة الصحابة مثل أبو أيوب الأنصاري (رضي الله تعالى عنه) ومقابر أخرى للسلاطين والوزراء وأعضاء المحاكم والسلطات الدينية والقادة العثمانيين وعدد من كبراء شعراء وفناني الدولة.