من أفضل مشروع تخرج مغربي إلى شركات ناجحة للطاقات المتجددة

خالد أيت ناصر-أغادير

يسارع ياسين لعلج الزمن لإنهاء بعض الترتيبات التنظيمية مع أحد الزبائن في مقر شركته الكائن بمدينة أيت ملول (جنوب المغرب)، وبين الفينة والأخرى يرد على مكالمات هاتفية مع الزبائن، تارة مجيبا عن استفساراتهم، وتارة أخرى موضحا طرق إعداد الدراسات لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في المزارع الفلاحية والشركات الصناعية والمنازل.  

يقول ياسين لعلج في حديث للجزيرة نت "عملنا يقوم أساسا على مساعدة الزبائن في رسم إستراتيجيات التحول الطاقي، بهدف خفض التكلفة في مجموعة من المعدات التي تستهلك الطاقة، ويتركز عملنا أيضا على دراسة المشاريع وتنفيذها وتتبع نجاحها في الميدان".

مشروع تخرج ملهم
بعد أن حصل ياسين لعلج على جائزة أفضل مشروع تخرج سنة 2014، في هندسة الطرائق الطاقية والبيئة في سلك الماستر بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمدينة أغادير (جنوب)، انطلق في مجال ريادة الأعمال بتأسيس شركة (ecotaqa services) سنة 2015، وهي شركة تعمل في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.

‪يحرص ياسين لعلج على أن يوظف مجموعة من الطاقات الشابة في شركته الناشئة‬ (الجزيرة)
‪يحرص ياسين لعلج على أن يوظف مجموعة من الطاقات الشابة في شركته الناشئة‬ (الجزيرة)

وفي 2018 أسس ياسين شركة أخرى أطلق عليها "إيكو وات"، وهي شركة مستقلة ماليا وإداريا، وهي خاصة بتنفيذ المشاريع في الميدان في مجال الطاقات المتجددة، وكل مشروع تنفذه هذه الشركة يقام له تقييم بيئي لتحديد التكلفة الطاقية، وتشتغل الشركة وطنيا في كل من الدار البيضاء وبني ملال وشيشاوة ومراكش وفاس ومكناس وأغادير وتيزنيت.

وقال مبارك فيداوي الأستاذ المشرف على ياسين لعلج في مشروع التخرج للجزيرة نت "الطريقة التي أنجز بها مشروع التخرج تبين أنه يمتلك مجموعة من الميزات لإنجاز المشاريع، وله كل الإمكانيات التواصلية والتدبيرية ليبدأ مشروعا ونجح في ذلك.

ويضيف فيداوي الخبير في الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية "الوقت الذي أسس فيه ياسين مشروعه لم تكن هناك شركات كثيرة تنجز الدراسات وتنفذ مشاريع الطاقات المتجددة، كانت هناك شركات تبيع مستلزمات الطاقات المتجددة فقط، بالإضافة إلى عدم وجود مكاتب دراسات في أغادير، وبالتالي فالوقت الذي أنشأ فيه ياسين مشاريعه كان مناسبا جدا جعله يحتل مكانة مهمة على الصعيد الوطني.

مشاريع مهمة

تعمل شركة (ecotaqa services) في نطاقين، أولا تقديم الاستشارات لمجموعة من الشركات التي لديها مشاكل في الفاتورة الطاقية، ثانيا إنجاز مشاريع البحث والتطوير، وفي هذا الإطار قامت الشركة بتطوير روبوت نموذجي ينظف الألواح الشمسية بطريقة تلقائية.

وتتجلى أهمية هذا الروبوت في تخفيض تكلفة تنظيف الألواح الشمسية، وقد قامت الشركة بتسجيل حق ملكية هذا الروبوت في المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية.

ويقول ياسين لعلج للجزيرة نت "لدينا زبائن يدفعون مبالغ كبيرة في الطاقة الكهربائية ويتصلون بنا ونقدم لهم مجموعة من الدراسات لكي تنخفض فاتورتهم الطاقية والنتيجة تكون إيجابية، مضيفا "نقوم بتشخيص المشكل وتحديد المكان الذي تضيع فيه الطاقة ونقدم حلولا مناسبة وبعدها تكون لنا متابعة للتأكد من مدى نجاعة تلك الحلول".

إضافة إلى ذلك، يدير ياسين مشروعا آخر تابع للشركة اسمه "إيكو صيانة" (ecosiyana) يهتم بالصيانة، لأنه عن طريق الصيانة داخل الشركات والمزارع يتم أيضا تخفيض الفاتورة الطاقية.

ويشغل ياسين لعلج في كل من شركة (ecotaqa services) وشركة (eco watt) ما بين 27 و30 عاملا، ويتراوح عدد المشاريع المنفذة ما بين 30 و40 مشروع فقط في جهة سوس ماسة، منها 20 وحدة صناعية، هذا بالإضافة الى 16مؤسسة جامعية، و15 مسجدا بمدينة أغادير، والمستشفى الجامعي بأغادير، وتنفيذ مشاريع في مدن أخرى.  

جوائز وطموحات
حصل ياسين على جوائز عدة، منها جائزة أفضل مشروع صناعي على صعيد المدارس الوطنية للمهندسين، كما حصل على جائزة مالية من شركة (mazen) وهي المؤسسة المشرفة على مشاريع الطاقات المتجددة بالمغرب في إطار مؤتمر المناخ Cop22 قدرها 320 ألف درهم، بمناسبة تطوير روبوت تنظيف الألواح الشمسية، كما حصل أيضا على جائزة الاتحاد العام لمقاولات المغرب تشجيعا على تميزه في ريادة الأعمال في مؤتمر المناخ  Cop22.

‪جائزة أفضل مشروع تخرج من الوكالة المغربية للطاقة الشمسية mazen 2014‬ (الجزيرة)
‪جائزة أفضل مشروع تخرج من الوكالة المغربية للطاقة الشمسية mazen 2014‬ (الجزيرة)

يقول ياسين لعلج في حديث للجزيرة نت "بفضل هذه الجوائز استطاعت شركتنا أن تكون من بين أحسن ثلاث شركات ناشئة في أفريقيا، وهذه الجوائز شجعتنا في مجال عملنا وفي إنجاز مجموعة المشاريع التي نقوم بها.

ويطمح ياسين حاليا إلى فتح فروع لشركته في جميع المدن المغربية، وتأسيس مجموعة شركات ومضاعفة الشركاء، وعقد شراكات مع شركات أخرى، كما يخطط من الآن إلى حدود 12أو 15 عاما للتوجه إلى أفريقيا لفتح مشاريع استثمارية هناك.

المصدر : الجزيرة