الكثير من الأمهات يتدخلن في حياة أولادهن الشخصية، لكن القليلات منهن يتخذن إجراءات صارمة مثل أمهات شمبانزي البونوبو التي تختار الإناث الخصبة لأبنائهن البالغين.
اكتسحت قردة مكاك ريسوسي العاصمة الهندية نيودلهي وصارت تدخل البيوت وتهشم كل ما يعترض سبيلها، مما دفع السلطات إلى التفكير في حلول جدية وحديثة للتصدي للإزعاج الذي تسببه القردة وإيقاف زحفها على المدينة.
وذكرت الكاتبة صوفي لاندرين -في تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية- أنه يمكن العثور على القردة في الحدائق والمتاحف والإدارات وساحات المستشفيات ومحطات القطار وحتى البرلمان "ونادرا ما تتنقل القردة بمفردها ولا تقوم بذلك إلا ضمن مجموعات".
هجوم على المدينة
أوضح المقال أن القردة باتت تمثل جزءا من المشهد الغريب في نيودلهي فضلا عن الأبقار التي تتجول في جميع الأماكن بالمدينة، والكلاب الضالة التي تنتشر في الشوارع بعد حلول الظلام.
وتشير التقديرات إلى أن عدد قردة عائلة مكاك ريسوسي حوالي 25 ألفا بالعاصمة بما فيها الموجودة بمحمية أسولا بهاتي للحياة البرية والواقعة بضواحي نيودلهي، وأن عددها انفجر بداية من تسعينيات القرن الماضي خصوصا أنه يمكن أن يعيش حتى يبلغ من العمر ثلاثين عاما ويتكاثر بسرعة.
وينطلق هيكلان مختصان في حماية الحياة البرية في يناير/كانون الثاني 2020 في إحصاء قردة المكاك للحصول على عدد دقيق من أجل تحديد الأماكن التي يسبب فيها وجودها صراعات مع الإنسان، وذلك بناءً على طلب من السلطات.
رمز القوة
يحظى القرد بالاحترام في الهند بما أنه يعتبر تجسيدًا لهانومان في الديانة الهندوسية (آلهة من القردة ترمز للقوة) ويقدم لها بعض سكان العاصمة الطعام، وذلك خلافا لتعليمات السلطات.
وأصبح تعايش سكان نيودلهي مع القردة أشد صعوبة على مر السنين، وتم الإبلاغ عن حوالي ألف حالة عانت من عضات الحيوانات عام 2018، فضلا عن دخولها المنازل للحصول على الطعام وتعمدها تخريب كل ما يعترض طريقها.
وانتدبت الحكومة منذ أعوام حوالي أربعين ضابطًا مكلفين بطرد قردة المكاك من المباني الرسمية، وللحرص على عدم إلحاقها الضرر بالمارة أو المقيمين. غير أن كل الجهود فشلت، واستمرت هذه الحيوانات في النمو بعدما مأواها الأصلي بسبب التحضر وصعوبة العثور على الغذاء على أراضيها الخاصة.
ولم تكن محاولة مجدية لإعادة دمج قردة نيودلهي بمناطق طبيعية في أوتر برديش وماديا براديش عام 2003، وظلت تتصرف تماما كما في العاصمة، وسرعان ما تخلت عن المناطق المخصصة لها واستعمرت القرى والبلدات.
ونُقلت قردة نيودلهي عام 2007 إلى محمية أسولا بهاتي التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة وخُصص لها جزء من هذه المساحة الطبيعية، وتتغذى يوميا على الفواكه والخضراوات لكن أعدادا كبيرة منها عادت وظلت تهاجم السكان.