نهضة الزعفران في الجزائر وراءها الزوجان مصطفى ولويزة

لويزة ومصطفى خلال مرافقتهما لمزارعي الزعفران (من المصدر)
لويزة ومصطفى خلال مرافقتهما مزارعي الزعفران (مواقع التواصل)

سارة جقريف-الجزائر

قبل 11 سنة أطلق مصطفى عنكوش وزوجته لويزة سيدي حاكت مشروعا صغيرا لزراعة الزعفران في مدينة صغيرة شرقي الجزائر، أطلقا عليه اسم "زعفران طريقي"، في وقت كان هذا النوع من الزراعة محدودا جدا في البلاد، ومنذ ذلك الحين ومشروعهما يكبر شيئا فشيئا، حتى أصبح من أبرز المشاريع الزراعية الرائدة، التي تستقطب الشباب الجزائري بعد انتشاره وطنيا وتكريمه دوليا. 

منذ البداية، كان أصحاب أول تجربة لتفعيل زراعة الزعفران في الجزائر مصطفى ولويزة يتطلعان إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب والمزارعين، وتحفيزهم على الاستثمار في إنتاج واحد من أغلى أنواع "التوابل" في العالم، عن طريق تدريبهم وتكوينهم في هذا المجال، ونقل خبراتهما إليهم.

تدريب للشباب
وفي هذا الصدد، يقول مصطفى عنكوش للجزيرة نت "منذ امتهاننا زراعة الزعفران في الجزائر تمكنا من تدريب ما بين 250 و270 جزائريا، معظمهم شباب من مختلف المناطق، وبدؤوا العمل كمنتجين لهذا المحصول".

ويضيف مصطفى "كان الشباب دائما من أولوياتنا، فنحن نقوم بتدريبهم ليصبحوا قادرين على إدارة عملهم ومشاريعهم الزراعية بشكل مستقل، ولهذا لا تنتهي عملية التدريب بمجرد إطلاق المشروع، ولكننا نستمر في مرافقتهم لمدة خمس سنوات كاملة". 

‪لويزة ومصطفى أثناء عرضهما منتجات الزعفران‬ (مواقع التواصل)
‪لويزة ومصطفى أثناء عرضهما منتجات الزعفران‬ (مواقع التواصل)

تأسيس جمعية للمزارعين
نجاح الزوجين في استقطاب الشباب الجزائري، وانتشار حقول زراعة الزعفران في مختلف مناطق الوطن؛ دفعهما للتفكير في إنشاء هيكل أو فضاء يجمعهم من أجل تبادل الخبرات ومناقشة القضايا التي تهمهم كمزارعين، فأسسا "الجمعية الوطنية لمنتجي الزعفران"، التي تضم الشباب والفلاحين المهتمين بهذا القطاع، والراغبين في دخوله؛ والعمل على مساعدتهم في تطويره، وتقديم الإرشادات والنصائح المرتبطة بنوعية التربة والشتلات لتحقيق إنتاج جيد.

عيد وطني
وينظم الزوجان عدة أنشطة مرتبطة بالزعفران في إطار الجمعية، وبالتعاون مع أعضائها، مثل المشاركة في معارض المنتجات الفلاحية والملتقيات في مختلف ولايات الوطن، منها باتنة وتيزي وزو، قبل أن يقررا تنظيم مناسبة سنوية للاحتفال بهذا المنتج تحت اسم "العيد الوطني للزعفران".

ويوضح مصطفى عنكوش أن "انتشار زراعة الزعفران في البلاد جعلنا نقرر تنظيم عيد سنوي له، وقمنا باختيار نوفمبر/تشرين الثاني للاحتفال بهذا المنتج، لأنه وقت الحصاد، وفي العادة من المهم للجمهور أن نعرض لهم أزهار الزعفران التي تم قطفها". ومن المنتظر أن ينظم العيد الوطني للزعفران في طبعته الأولى بالجزائر العاصمة، وبالتحديد في حديقة التجارب خلال أيام بين يومي 28 و30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

‪لويزة ومصطفى رفقة منال مقران في حقول الزعفران‬ (مواقع التواصل)
‪لويزة ومصطفى رفقة منال مقران في حقول الزعفران‬ (مواقع التواصل)

برنامج علمي بمشاركة أوروبية
يعمل الزوجان حاليا على برنامج علمي، بعد فوز مشروعهما -الذي يحمل عنوان "زعفران طريقي"- هذه السنة ببرنامج "بريما" (prima) الذي يهدف إلى دعم البرامج الفلاحية، بالتعاون مع خمس دول أوروبية (إسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال، وألمانيا وفرنسا) لمدة ثلاث سنوات كاملة، حيث يعمل الباحثان مع فريق يتكون من 17 جزائريا مختصا في هذا النوع من الزراعة من أجل ابتكار تقنيات جديدة متعلقة بتطوير هذه الزراعة، بمشاركة شباب وطلاب جزائريين من مختلف المناطق، أصغرهم الطالبة منال مقران (19 سنة) من مدينة الشلف (غربي الجزائر).

وعن تجربتها، تقول منال "بصفتي طالبة في تخصص البيولوجيا، أتلقى دروسا في علم النباتات، وبدأ اهتمامي بالنباتات يتزايد بعد ما اكتسبته من والدي المهندس الزراعي ووالدتي المهندسة في علم البيئة، غير أن اهتمامي بالزعفران تكون بشكل خاص لأنه نبتة خلابة لها إمكانات كبيرة، وهو ما جعل أبي يتصل بالسيدة لويزة سيدي، التي جعلتني ضمن فريق مشروعهم العلمي، وبفضلها أيضا قمنا بإطلاق مشروع زراعة الزعفران في أرضنا الخاصة بمدينة الشلف".

يذكر أن مشروع "زعفران طريقي" حصد أربع جوائز أوروبية قبل فوزه بهذا البرنامج العلمي مؤخرا.

المصدر : الجزيرة