خبيئة العساسيف.. الكشف عن أكبر كنز أثري بمصر منذ قرن

Said سعيد - ثلاثون من التوابيت الخشبية أعلنت مصر عن اكتشافها – رويترز – متاح الاستخدام - "خبيئة العساسيف".. مصر تكشف عن أكبر كنز أثري منذ قرن مضى
ثلاثون من التوابيت الخشبية أعلنت مصر عن اكتشافها (رويترز)

أعلنت وزارة الآثار المصرية في بيان رسمي لها عن استخراج ثلاثين تابوتا خشبيا آدميا محفوظا في حالة جيدة بمنطقة جبانة العساسيف، التي توجد على الضفة الغربية لنهر النيل في محافظة الأقصر المصرية. 

وبحسب البعثة الكشفية المصرية، فإن تلك التوابيت كانت لمجموعة من كهنة وكاهنات وأطفال الأقصر الذين خدموا المعبودَيْن آمون وخنسو قبل ثلاثة آلاف سنة من الآن، وحُفظت تلك التوابيت منذ لحظة تركها مغلقة بالكامل وبداخلها المومياوات في مستويين، ضم الأول 12 تابوتا والثاني 18 تابوتا.

الأولى منذ قرن
وبحسب بيان وزارة الآثار المصرية الصادر يوم الأحد 20 أكتوبر/تشرين الأول 2019، فإن تلك هي أول خبيئة توابيت آدمية كبيرة يتم الكشف عنها كاملة منذ القرن التاسع عشر، وكانت أشهر المكتشفات السابقة من هذا النوع هي خبيئة الدير البحري التي أعلن عنها عام 1881، وخبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني أعلن عنها سنة 1898، وخبيئة باب الجسس عام 1891.

‪تعود التوابيت إلى ثلاثة آلاف عام مضت‬ (رويترز)
‪تعود التوابيت إلى ثلاثة آلاف عام مضت‬ (رويترز)

ويعد الأكثر تميزا في تلك المجموعة من التوابيت احتفاظها بحالة كاملة من النقوش والألوان، مما مكن البعثة الكشفية من التعرف إلى عدد من الموضوعات التي نقشت عليها، والتي احتوت أجزاء من كتاب الموتى ونصوصا تمثل أغنيات لبعض المعبودات مع مناظر توضح تقديم القرابين للملك أمنحتب الأول.

وبحسب الإعلان المصري، فإن تلك المجموعة تتميز كذلك بأنها توفر الدليل على المراحل المختلفة لطريقة صنع التوابيت في تلك الفترة، حيث إن بعضها مكتمل الزخارف والألوان، وبعضها الآخر في المراحل الأولى من التصنيع.

ويعد ذلك مهما لدراسة تلك الفترة من تاريخ مصر، والتي شهدت حالة من عدم الاستقرار حيث انتشرت سرقات المقابر وبالتالي قل بناؤها واهتم المصريون بالتوابيت الخشبية كبدائل آمنة، خاصة مع إيجاد أماكن جيدة لإخفائها عن عيون اللصوص.

المتحف المصري الكبير
وكان المدير العام للشؤون الأثرية للمتحف المصري الكبير الطيب عباس، بحسب بيان الوزارة، أعلن أنه سيتم نقل المجموعة بالكامل إلى مكان عرض خاص في المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في العام 2020.

وعملت مصر، خلال السنوات القليلة السابقة، على تنشيط العمل البحثي المختص باستكشاف الآثار القديمة من أجل جذب السياح، وبحسب بيانات البنك المركزي المصري فإن السياحة في مصر قد شهدت قفزة كبيرة، حيث وصلت إيراداتها لما قيمته 12.6 مليار دولار في العام الماضي، وهو ما يمثل أكثر من ضعف إيرادات السياحة في العام 2016.

المصدر : الجزيرة