عراق بايكرز .. "لا للسياسة" لمداواة جراح الطائفية

مع هدير دراجاتهم النارية على الطرق في بغداد يحاول دراجو العراق "عراق بايكرز" إظهار ما هو أكثر من شغفهم بدراجاتهم والملابس الجلدية السوداء التي يرتدونها، إذ يريدون أن تساعد حماستهم في مداواة جراح الطائفية العميقة في العراق.

ولا يقود إلا قلة من المحظوظين دراجات من طراز "هارلي ديفيدسون" وهو طراز نادر وباهظ الثمن في العراق، في حين يضطر آخرون للاكتفاء بدراجات أدخلوا عليها تعديلات لتبدو مثل التي ظهرت في فيلم ومجلة "إيزي رايدر".

وأسس بلال البياتي (42 عاما)، وهو موظف حكومي، الفريق في عام 2012 بهدف تحسين صورة فرق الدراجات النارية والدعوة للوحدة بعد سنوات من الصراع الطائفي.

وقال البياتي، قائد الفريق، إن الهدف جمع الأخوة والإنسانية وتغيير نظرة المجتمع لهذه الدراجة، مشيرا إلى أن أول قاعدة لفريقه للدراجات النارية هي عدم التحدث في السياسة.

وأضاف البياتي -وهو يجلس مع زملائه من الدراجين في مقهى يتجمعون فيه عادة- إن أي عضو في الفريق يتحدث بالسياسة ينذر مرة أو مرتين، ثم يطرد من الفريق.

وبعصابته السوداء على رأسه ولحيته الصغيرة يبدو البياتي الذي يطلقون عليه لقب "الكابتن" مثل أحد الدراجين الأميركيين الخارجين عن القانون كما تصورهم الأفلام.

فريق عراق بايكرز يجوبون شوارع بغداد 
فريق عراق بايكرز يجوبون شوارع بغداد 

علم العراق
ورغم أن أسلوبهم في الملبس والمظهر مستوحى دون أدنى شك من الثقافة الأميركية فإن الدراجين يرفعون علم العراق على دراجاتهم النارية.

ويؤكد البياتي أنهم لا يقبلون أي دعم مادي كما أنهم لا يخالفون القانون أبدا.

ويبلغ عدد فريق "عراق بايكرز" حاليا 380 فردا جميعهم من الرجال من كل الأعمار والطبقات الاجتماعية والعقائد. وكان عيد الجيش من أحدث الاحتفالات التي شاركوا فيها.

وبعض أفراد الفريق من الجيش والشرطة وقوات الحشد الشعبي التي شاركت في المعارك لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من العراق في السنوات الثلاث الماضية.

وقال عضو الفريق أحمد حيدر (36 عاما) الذي يعمل في منظمة إغاثة دولية "هذا الفريق يجمع كل شرائح العراق.. الطبيب، الضابط، الموظف، المهندس، المحامي، العامل، يعني هو عبارة عن عراق مُصغر".

ظاهرة غربية لكنها إيجابية بحسب أحد المواطنين
ظاهرة غربية لكنها إيجابية بحسب أحد المواطنين

ظاهرة إيجابية
وعن هذه الظاهرة أبدى مواطن عراقي يدعى محمد فارس إعجابه بها، ووصفها بأنها "ظاهرة غربية لكنها إيجابية".

وقيادة الدراجات النارية عبر شوارع العاصمة بغداد تختلف عن الطرق السريعة في الولايات المتحدة إذ على الدراجين الإبطاء عند الكثير من نقاط التفتيش العسكرية المقامة في أنحاء المدينة من أجل منع وقوع الهجمات الانتحارية والتفجيرات.

كما لا يمكن للكثير منهم تحمل تكلفة دراجات نارية من طرازات شهيرة.

ويقول كاظم ناجي -وهو صاحب ورشة للإصلاح والتعديل تخصص في تحويل الدراجات النارية العادية لدراجات مميزة- إن شركة هارلي ليس لها وكالة في العراق، مشيرا إلى أنهم يعدلون الدراجة ويغيرون شكلها لتصبح مقاربة لهارلي بسعر أرخص من المستورد.

المصدر : رويترز