السياحة في قطر.. استهداف 250 مليون سائح بثماني لغات

صورة لعدد من السياح قادمين عن طريق البحر إلى قطر
سياح قادمون عن طريق البحر إلى قطر (الجزيرة نت)

عماد مراد-الدوحة

مدن تعانق مياه البحر، وصحراء مذهلة، ونهضة عمرانية بناطحات تتسابق نحو السحاب، بتلك الكلمات وصف بيتر بيسوديسكي السائح البولندي قطر بعد أسبوع قضاه في البلاد.

قناعة بيسوديسكي بتطور السياحة في قطر تتماشى مع الخطط التي وضعتها البلاد لتنمية هذا القطاع المهم، باعتباره رافدا رئيسيا في الاقتصاد القومي.

ويروي بيسوديسكي تفاصيل زيارته للدوحة، التي تعد الأولى له، بوصوله عبر ميناء الدوحة الدولي في رحلة بحرية، وجاب قطر خلال فترة إقامته للتعرف على كافة المزارات السياحية في البلاد، ولكن ما لفت انتباهه منذ وصوله إلى الدوحة هو شعبها المضياف، وجوها المعتدل، خاصة في هذا الوقت من العام، فضلا عن تنوعها الثقافي.

خطط بيسوديسكي للسفر إلى قطر بعدما تعرف على الحملة الترويجية العالمية التي أطلقها المجلس الوطني للسياحة القطري تحت شعار "أصالة التجربة"، والتي هدفت إلى تعزيز مكانة قطر كوجهة جذابة ورائدة في تقديم تجارب سياحية؛ فالحملة التي انطلقت في جميع وسائل الإعلام بأوروبا وأميركا وآسيا، بثماني لغات مختلفة، واستهدفت 250 مليون شخص؛ مكنت بيسوديسكي من خوض تلك التجربة التي وصفها بالرائعة.

استقبال زوار البواخر السياحية (الجزيرة نت)
استقبال زوار البواخر السياحية (الجزيرة نت)

رحلات بحرية
ووفقا لبيانات رسمية حصلت عليها الجزيرة نت من المجلس الوطني للسياحة، فقد حقق الموسم السياحي في قطر 2017-2018 نموا قدره 39% في عدد الزوار القادمين على متن الرحلات البحرية، مع توقعات باستمرار هذا النمو خلال الموسم الحالي، ليصل إلى أكثر من 100% في عدد الزوار والرحلات التي سيستقبلها ميناء الدوحة.

وتستهدف قطر جذب 5.6 ملايين زائر إليها سنويا بحلول 2023، وذلك بهدف زيادة المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لقطر من 5.4 مليارات دولار في 2016، إلى 11.3 مليار دولار بحلول 2023.

ومنذ إطلاق المرحلة الأولى من الإستراتيجية الوطنية للسياحة في البلاد، ارتفعت المساهمة الكلية للسياحة (المباشرة وغير المباشرة) في إجمالي الناتج المحلي القطري إلى 6.7%.

ويقوم المجلس الوطني للسياحة بجهود ملحوظة في مجال تنويع الأسواق المصدرة للسياحة، وفي الترويج لقطر كوجهة سياحية عالمية، حيث شهد عام 2018 افتتاح ستة مكاتب تمثيلية في ثلاث من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة في العالم، وهي الصين والهند وروسيا، كما أبرم المجلس عدة اتفاقيات تعاون مع أبرز وكالات السفر في الصين، وفي الأسواق الناطقة بالألمانية، وفي السوق الإيطالية أيضا.

تدريب وكلاء السفر على تسويق الرحلات إلى قطر كان أيضا ضمن الجهود التي بذلها المجلس الوطني للسياحة، حيث قام بتدريب أكثر من 8400 وكيل سفر على كيفية التسويق للسياحة في قطر، كما قام بتنفيذ أكثر من 190 حملة ترويجية من خلال شركات السياحة ووكلاء السفر، وشمل التدريب أيضا المرشدين السياحيين، حيث تم منح تراخيص رسمية لمزاولة الإرشاد السياحي لـ137 مرشدا يتحدثون عشرين لغة.

المجلس الوطني للسياحة وقع عدة اتفاقيات تعاون مع أبرز وكالات السفر في الصين وبعض الدول الأوروبية (الجزيرة نت)
المجلس الوطني للسياحة وقع عدة اتفاقيات تعاون مع أبرز وكالات السفر في الصين وبعض الدول الأوروبية (الجزيرة نت)

فعاليات جاذبة
استضافة المعارض والمؤتمرات تعد أحد العناصر الجاذبة للسياحة في قطر، خاصة في ظل تنظيم قطر 131 معرضا ومؤتمرا في مختلف التخصصات، فخلال العام الماضي جذبت المعارض المحلية أكثر من 65 ألف زائر.

المعارض ليست وحدها الرافد للسياحة في قطر؛ فهناك القطاع الرياضي المستفيد من استضافة قطر لكأس العالم 2022، واحتضان أكاديمية أسباير مستشفى سبيتار، التي تعد أحد أهم مراكز العلاج الرياضي في المنطقة، مما جعل قطر قبلة للسياحة الرياضية في العالم، وجعل أكثر من عشرة أندية عالمية تقيم معسكراتها الشتوية في الدوحة خلال العام الجاري.

الخطط القطرية في مجال جذب السياحة أثمرت حصول قطر على المرتبة الثامنة عالميا ضمن قائمة الدول الأكثر انفتاحا أمام الزوار، وفقا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وذلك بعد أن أعفت الدولة أكثر من ثلثي سكان العالم من شرط الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، ومن تكلفتها، عبر تطبيقها نظام التأشيرة الميسرة.

ويقول عبد الحكيم فايز المسؤول في إحدى الشركات السياحية بقطر إن القطاع السياحي تمكن من تحقيق نمو ملحوظ خلال العام الماضي، بفضل الطفرة التنموية الكبيرة التي تعيشها الدولة، مؤكدا أن سياحة الأعمال تشكل المحور الرئيسي لنتائج المرافق السياحية، حيث تستضيف الدوحة أبرز المؤتمرات والمعارض العالمية على مدار العام.

وأضاف فايز في تصريح للجزيرة نت أن هناك العديد من العوامل التي أسهمت في تنشيط السياحة، ولعل أبرزها إعفاء ثمانين جنسية من تأشيرة الدخول، وتوسعات الخطوط القطرية، ونمو محفظة كتارا للضيافة محليا وعالميا، بالإضافة إلى مراجعة إستراتيجية السياحة الوطنية، والطفرة الاقتصادية والتنموية في قطر، واستضافة أبرز الفعاليات والبطولات الرياضية، فضلا عن ازدهار سياحة الترانزيت عبر مطار حمد.

المصدر : الجزيرة