المبخرة في السعودية.. رائحة البهجة وإرث الأجداد

منذ عشرات السنين يستخدم السعوديون في تجمعاتهم التقليدية بالمجالس (دور الضيافة) مباخر لنشر روائح تدخل البهجة في نفوس الحضور، وهي مباخر تُصنع يدويا وبدقة بالغة بفضل صناعة راسخة تتوارثها الأجيال في مناطق عدة، ومن أهمها مدينة حائل.

تحافظ خمس عائلات تقريبا في حائل على هذه الصناعة القديمة التي ترمز عند ملايين السعوديين إلى الكرم وحسن الضيافة.

وتصنع المباخر الخشبية من شجر الطرفاء الذي ينمو في صحراء حائل، فما إن تجف فروع الشجرة حتى يحولها الصانعون إلى مباخر. كما يعمل حرفيون مهرة بلا كلل في تزيين تلك المباخر (المجامر أو المداخن كما يطلق عليها البعض) بأشكال وطرق مختلفة.

ويوضح خالد المطرود الحرفي الذي يعمل في صناعة المباخر أن هذه الصناعة عمرها في حائل أكثر من مئة عام، ويقول إن تاريخ المبخرة في منطقة حائل يمتد إلى ما قبل 140 عاما. وهناك تقريبا أربع أو خمس عوائل معروفة باشتغالها على هذه المباخر الحائلية، وكل واحدة منها لها نظامها ونقشتها وتوقيعها.

ويعبر المطرود عن افتخاره بهذه الحرفة وأهمية تعليمها للأجيال اللاحقة.

ويحرص يوسف حبيب (مواطن من حائل) دوما على وضع مبخرة (مدخنة) ملونة أمام ضيوفه في المجلس الخاص به ليقدم لهم عبرها روائح مبهجة.

وقال حبيب إن "المدخنة والعود من العادات والتقاليد التي نفتخر بها وهي من أسس كرم الضيافة.. نستقبل ونودع بها الضيوف، ونستخدمها في الأعياد والمناسبات وحفلات الزواج والمحافل الرسمية".

وقال عمر الفقيه -وهو صاحب محل لبيع العود والبخور- إن "المداخن تتفاوت في جودتها وسعرها، لكن بوجه عام لا يمكن للشعب السعودي أن يستغني عنها لأنها رمز من رموز الكرم، خصوصا في منطقة حائل".

وتستغرق عملية تزيين المبخرة الواحدة بين ساعتين وخمس ساعات من العمل الدقيق جدا، ويتراوح سعرها بين 50 ريالا سعوديا (13.5 دولارا) وألفي ريال (533 دولار) طبقا للجودة.

المصدر : رويترز