انتبه.. حيواناتك الأليفة لها دور باختيارك شريك حياتك

الحيوانات الأليفة ربما تحدد مواصفاتك التي ترغبها في شريكك
الحيوانات الأليفة ربما تحدد وتوثر في المواصفات التي ترغبها في شريكك (بيكسلز)

كشفت أبحاث جديدة أن وجود الحيوانات في محيطنا من شأنه أن يؤثر في قراراتنا بشأن مميزات الشخص الذي نرغب في مشاركته حياتنا.

وأفاد الاختصاصي في علم النفس التطوري، روبرت بيريس، في مقال نشرته مجلة "سيكولوجي توداي" الأميركية، أن رغباتنا واختياراتنا لشريكنا يمكن أن تتأثر بناء على وجود متغيرات وظروف محددة.

ففي ظل ظروف معينة، قد ننجذب إلى نوع معين من الأشخاص، وفي حال تغيرت هذه المعطيات، قد نجد أنفسنا نميل إلى أفراد مختلفين تماما.

ويعتبر وجود تهديد يحدق بحياتنا ضمن المتغيرات المعروفة التي لها تأثير مباشر على ما نفضله في الحياة. ففي حال كنا مخيّرين بين العيش في بيئة قاسية أو غير آمنة، مقابل العيش في مكان آمن يؤمن العديد من الفرص والموارد، يصبح "نوع" الشريك المفضل لدينا قابلا للتغيير.

وفي إطار بعض الدراسات، خضع متطوعون لتجارب لتبين كيفية تغير اختياراتهم. وفي خضم هذه التجارب، لم يعش المتطوعون هذه التهديدات على أرض الواقع، إنما رسخت في مخيلتهم فقط، حيث أطلعهم الباحثون على خاصيات متعلقة بالعيش في بيئة معينة ليتحققوا من تأثير ذلك على خياراتهم بالنسبة لشريك حياتهم.

وتساءل بعض علماء النفس في جامعة "أوكلاند" في ميشيغان، على غرار سيمون ريف وجاستين موغيلسكي وليزا ويلنغ، عن حقيقة رد فعل الأشخاص في حال كان التهديد حقيقيا.

وللإجابة عن تساؤلاتهم، أجرى هؤلاء الباحثون تجربة فريدة مع مجموعة من المتطوعين للكشف عن مدى تأثير وجود بعض الحيوانات، على غرار الأرنب والأفعى، في تحديد قراراتهم حول السمات التي يفضلونها لدى شريك حياتهم.

undefined

الأرنب والأفعى
وفي ضوء التجربة، تم إحضار مجموعة مختارة من المتطوعين إلى المختبر الذي كان على شكل حديقة حيوان مخصصة للأطفال، وأخبروا بأنه سيكون لديهم فرصة للاختيار بين التعامل مع الأرنب أو الأفعى. وبناء على ذلك، قسّم الباحثون المتطوعين مجموعتين.

كان من البديهي أن المجموعة التي تعاملت مع الأفعى تملكها خوف كبير مقارنة بالمجموعة الأخرى. إثر ذلك، أجاب المتطوعون على مجموعة من استطلاعات الرأي المتعلقة بالصفات الجسدية المفضلة لديهم.

وكشفت نتائج هذه الأبحاث أنه في حال وجود الأفعى، تفضل النساء الرجال الذين يتمتعون بسمات رجولية بارزة، مثل أن يكونوا مفتولي العضلات، وألا تحتوي أجسامهم على دهون كثيرة.

وخلال هذه التجربة ومع وجود أفعى في الغرفة، تغيرت نظرة الرجال المتطوعين، الذين لا يميلون في العادة إلى المرأة التي تملك بنية جسدية قوية، وأصبحوا يميلون إلى المرأة التي تتمتع بقوة جسدية، خلافا لموقفهم منها أثناء تعاملها مع الأرنب.

وكانت دراسات سابقة أُجريت في هذا المجال قد كشفت أيضا أن الإنسان ينجذب إلى الشريك الذي يملك صفات جسدية قوية، عندما يكون في بيئة قاسية أو محفوفة بالمخاطر، نظرا لأن الشريك المسيطر قد يكون قادرا على حماية الطرف الآخر من التهديدات.

التكاثر أم البقاء؟
واكتشف الباحثون من خلال هذه التجربة، أن الرجال غالبا ما يفضلون أن تكون لديهم علاقات عاطفية قصيرة المدى، وذلك حين اضطروا للتعامل مع الأفعى. ويعود السبب في ذلك إلى أن الإنسان عندما يتعرض لتهديد ما في حياته، قد يتحول تركيزه نحو التكاثر لا البقاء.  

وبالتالي، لماذا قد يستقر الشخص مع شريك واحد وإنجاب أطفال منه إذا كان هناك احتمال بأن تكون حياته قصيرة وسيئة ومحفوفة بالمخاطر؟ في الواقع، يفضل الرجال في هذه الحالة عدم الاستقرار وخوض العديد من التجارب العاطفية.

ومن المثير للاهتمام أن علماء النفس اكتشفوا أيضا أنه في ظل وجود الأرنب، شعر الرجال بأنهم يسيطرون على الوضع بشكل أفضل مقارنة بوجود الأفعى، في حين ساهم وجود الأفعى في جعل النساء أقل جاذبية مقارنة بتعاملهم مع الأرنب.

المصدر : الصحافة الأميركية