لماذا يدمن البعض أفلام الرعب؟

صدق أو لا تصدق.. قفزت إيرادات أفلام الرعب الأميركية خلال العام الماضي إلى أكثر من مليار دولار، وقد حقق فلم "It" وحده  أكثر من 700 مليون دولار.

ولكن ما طبيعة المتعة النفسية أو العقلية التي يستلذها عشاق أفلام العنف والرعب والجريمة؟ وما الذي يجنيه هؤلاء المشاهدون فعلا من تسارع نبضات قلوبهم، وتلاحق أنفاسهم، وتصبب العرق الغزير منهم أثناء مشاهدتهم لتلك النوعية من الأفلام؟

ثمة نظرية نفسية ترجح أن الإناث عادةً ما يكنّ أقل استمتاعا بأفلام العنف والرعب من الرجال.

ولكن كيف يمكن أصلا أن يستمتع إنسان بمشاهد أفلام ترتكز من أولها إلى آخرها على مشاهد القتل، وتقطيع الأعضاء البشرية، وتفجر سيول من الدماء، والأرواح، والأشباح؟

بحسب اعتقاد الفيلسوف اليوناني أرسطو فإن استمتاع الناس بحكايات الرعب والعنف يعود إلى حاجتهم للتنفيس عن مشاعرهم السلبية، ويرى الأميركي ستيفن كينغ -صاحب أكبر عدد من روايات الرعب التي تم تحويلها إلى أفلام سينمائية عالمية- أن هذه النوعية من الأفلام تعمل على نزع فتيل المشاعر العدوانية لدى البشر.

في المقابل، حذرت دراسات نفسية بقوة من أن الإفراط في مشاهدة هذه النوعية من الأفلام يفاقم المشاعر العدوانية.

غير أن منظري تلك الأفلام لديهم وجهة نظر مغايرة، إذ يرون أن مشاهدتها يمكن أن تساهم في الحد من مخاوف الإنسان من أي شيء داخله، خصوصا عندما ينجو البطل أو البطلة في نهاية الفيلم.

والبعض يرد على هذا الأمر بالقول إن تمرير العنف من خلال ما يُوصف بالانتقام العادل الذي يمارسه أبطال سينما الرعب والجريمة، يشكل واحدا من أشهر الحيل التي تستخدمها صناعة السينما العنيفة لتضع أمام أعيننا أكثر المشاهد دموية لنراها دون أن يرفّ لنا جفن.

ولكن لماذا يدمن العديد من الناس مشاهدة أفلام العنف والرعب؟ هناك نظريات نفسية تقول إن بعض هؤلاء يُعجبون بهذه الأفلام لأنهم في الأصل شغوفون نفسيا بكل ما هو غير طبيعي، وبكل ما هو غريب. وباختصار، هم معجبون بكل ما هم عاجزون عن فهمه، وبكل ما هو مختلف عن حياتهم اليومية.

كما أن بعض هؤلاء قد يسعدون كل السعادة بإحساسهم بأنّهم اخترقوا حاجز الخوف، بل إن هذه النظريات تقول إن بعضا من هؤلاء الناس يستمتعون حتى بالتغيرات الفسيولوجية التي قد تطرأ على أجسامهم مثل  ارتفاع هرمون الأدرينالين في الدم، وتسارع نبضات القلب. 

وأخيرا، فإنه كثيراً ما يُقال إن إدمان مشاهدة هذه الأفلام يرتبط في الغالب بمرحلة المراهقة، وأنه سرعان ما يتلاشى مع تقدم عمر الإنسان.

المصدر : الجزيرة