"أطوار العمران".. معرض لبناني يبرز صراع الحداثة والتراث

الحداثة والتراث والصراع بينهما، موضوع أقيم له معرض فني في مدينة طرابلس (شمالي لبنان) تحت عنوان "أطوار العمران"، وضمّ أعمالا فنية لنحو عشرين فنانا، لإحياء ذاكرة حضارات اختفت، ومحاكاة تفاصيل المدن الضاربة في القدم.

ويحاكي المعرض الواقع، ويصوّره في أعمال فنية تعكس نظرية أطوار العمران لعالم الاجتماع ابن خلدون، وتلفت النظر إلى الصراع الواقع بين الحداثة والتراث.

"للدول أعمار طبيعية كالبشر سرعان ما تنهار"، هذه نظرية ابن خلدون التي انعكست على مدن لبنان؛ فطرابلس بُنيت مرات على أنقاض حضارات غابرة، وسقطت أقواس النشاب من أيدي غزاة مروا عليها، وبُنيت فوق المدينة مدن أخرى، ثم حل ضجيج وسط العمران الحديث، واستبدل الرخام بالإسمنت.

في هذا الصدد، قالت ريتا نمور منظمة المعرض إن المحيط يزخر بالعديد من الحضارات التي اختفت، وأشياء عديدة تغيرت؛ مما جعل لبنان في حالة انحطاط، وهو ما دفع للتفكير في كيفية العودة، ليس لوقف الانحطاط، بل لإعادة الحياة في مدن لبنان.

أما مسؤولة المعرض كارينا الحلو، فقد أشارت إلى أن الحداثة والتقدم والتكنولوجيا هي أمور جيدة، لكن هذا لا يعني نسيان التاريخ والتخلي عنه، كما أن الفنانين لا يقدّمون أجوبة في الموضوع بقدر ما يطرحون تساؤلات، ويفتحون حوارا مع جمهور المعرض.

هو إذا معرض يفتح النقاش مرة أخرى حول تطور الدول والصراع بين الأصالة والحداثة، في مدينة ضاربة في القدم، يطمح أهلها إلى أن تنقلهم الحداثة من التهميش إلى العمران.

المصدر : الجزيرة