ازدهار سوق الزواحف والقوارض بمصر

فارس الفيشاوي بائع الزواحف وهو يعرض بضاعته من الثعابين للهواة والطلاب
تجار الزواحف والقوارض طالبوا بكيان للدفاع عنهم وحماية مصالحهم (الجزيرة)
ياسر سليم-القاهرة

"أكزوتيكا" حدث على فيسبوك لم يتوقع صانعوه أن يهتم به 139 شخصا زحفوا من كل مكان ليستمعوا إلى كبار صائدي الزواحف ومربيها وتجارها في مصر.

يقول منظمو الحدث على فيسبوك إن الزواحف والبرمائيات لم تعد كائنات أسطورية وغامضة لكثيرين، بل يمكن تربيتها والتربح منها.

وأجمعت مطالب صائدي وتجار الزواحف على ضرورة إنشاء كيان يدافع عنهم ويحمي مصالحهم.

كمال سليم واحد من هواة الزواحف الناشطين ومتخصص في بحث سلوك الأفاعي السامة والكوبرا لا ينصح باقتنائها ولا تربيتها "إلا لمتخصصين يدركون خطورتها".

يمتلك سليم مزرعة لتربية القوارض، وحضر الحدث "ليعمل على نشر الوعي في مجال تربية وتفريخ القوارض التي يمكن أن تحقق فوائد لأصحابها".

وأسس فاضل عاشور صفحة على فيسبوك سماها "مملكة الزواحف والجلود والمحنطات" بهدف نشر الوعي عن هذه الكائنات، وقام بالعديد من التجارب المتعلقه بتربيتها، وهو معني بشكل خاص "بالسعي لمحاولة تذليل العقبات التي تواجه المربين".

أما محمود نصر الشهير بـ"طلبه" فهو من أقدم هواة ومربي الزواحف بمصر، إذ نشأ في عائلة من أشهر العائلات العاملة في هذا المجال بمنطقة أبو رواش شرق الجيزة، ويروي أنه أحب الحيوانات وورث مهنة صيدها وتربيتها.

واليوم تمنع السلطات تصدير بعض الزواحف كالأبراص والتماسيح والحربايات والثعابين بدعوى الحفاظ عليها من خطر الانقراض.

الطلب الخارجي
ورغم أنها تباع في الداخل للهواة بمقابل بسيط فإن الطلب الخارجي عليها كبير ويصل لمئات الدولارات للكائن الواحد، فالبرص مثلا ثمنه أكثر من مئة دولار.

ويعد محمد رامي من أقدم هواة الزواحف في مصر، وهو أول من قام بتفريخ ثعبان الدساس "ساندبوا" وثعبان آكل البيض الأفريقي ووزغ النمر "ليوبارد جيكو" في الأسر.

‪سوق الزواحف يشهد إقبالا كبيرا من الهواة والطلاب والباحثين‬ (الجزيرة)
‪سوق الزواحف يشهد إقبالا كبيرا من الهواة والطلاب والباحثين‬ (الجزيرة)

ويعتبر رامي باحثا في علم الزواحف والبرمائيات ويعمل على عدة مشاريع أخرى لتفريخ الزواحف المستوردة في الأسر، وهو خبير بطرق وأدوات تفريخ وتكاثرها، ويعتبرها "ثروة للمربي وللدولة إذا أحسن استثمارها".

ويعد سوق الجمعة بالقرب من منطقة السيدة عائشة شرق القاهرة معرضا مفتوحا لهواة اقتناء الحيوانات والزواحف، ويمتد لمسافة تزيد على الكيلومتر.

سوق مزدحم
ومن المعتاد أن يجد زوار السوق ازدحاما على بائع ما ليكتشفوا أنهم أمام ثعابين أو "أبراص" يبيعها صاحبها للزبائن.

وعند البائع فارس الفيشاوي الذي تتميز فرشته بمظلة زرقاء يسميها معرض الزواحف العالمية يبدأ سعر ثعبان أبو العيون بـ150 جنيها (الدولار يعادل 17.8 جنيها)، أما ثعبان ساندبوا فسعره يبدأ بـ75 جنيها، وأقل منه ثعبان هرسين الذي يبدأ بخمسين جنيها.

وشهد السوق يوم الجمعة الماضي توافر فرصة لبيع ثعبان النرد بأسعار تبدأ من عشرين جنيها، أما أبو السيور فيتوفر بسعر يبدأ من 25 جنيها.

يقول الفيشاوي للجزيرة نت إن المشترين يمثلون تشكيلة من هواة اقتناء الزواحف والدارسين في كليات الصيدلة والعلوم والطب البيطري والزراعة والباحثين بهيئات البحث العلمي.

ويحدد فارس أوقاتا للعروض الخاصة تهبط بسعر بضاعته من الزواحف إلى 50%، كما يوفر البيع بالتوصيل لمكان المشتري الذي غالبا ما يكون من هيئات البحوث والمصل واللقاح.

يشار إلى أن وزارة البيئة تمنع صيد وتصدير الزواحف المصرية إلا بضوابط، وذلك حفاظا على التوزان البيئي.

المصدر : الجزيرة