خرافة صينية تتسبب بتأخير رحلة جوية 5 ساعات

استمرت عمليات الببحث والصيانة 5 ساعات
عمليات اكتشاف العطل واستخراج العملات المعدنية استغرقت خمس ساعات قبل إقلاع الطائرة (الجزيرة)

علي أبو مريحيل-بكين

تسببت عجوز صينية في تأخير رحلة طيران داخلي، بعد أن ألقت قطعا من عملات نقدية في محرك الطائرة اعتقادا منها بأن ذلك سيضمن لها رحلة آمنة.
 
وقالت الشرطة في بيان إن الراكبة تشيو ما البالغة من العمر 80عاما تسببت في تأخير رحلة جوية كانت متجهة من مطار بودونغ في مدينة شنغهاي إلى مطار بايون جنوب البلاد لأكثر من خمس ساعات.

وأوضح البيان أن العجوز ألقت من العملات النقدية ما مجموعه 1.7 يوان صيني (أقل من نصف دولار) في محرك الطائرة، ما استدعى تدخل طاقم الصيانة لإخراج القطع المعدنية من المحرك.

وبعد عمليات بحث وتفكيك للمحرك استمرت عدة ساعات، تمكن الطاقم من إخراج كافة القطع المعدنية، وأقلعت الطائرة بالركاب بمن فيهم المسنة، وحطت بسلام في مطار بايون. وأشارت الشرطة في بيانها إلى أنها لم توجه أي تهمة للعجوز كما أسقطت عنها غرامة مالية نظرا لتقدم عمرها.
 
وتفاعل رواد مواقع التواصل مع الحادثة، وكتب أحد النشطاء على صفحته في موقع "ويبو" الصيني المعادل لـ تويتر "الخطوط الجوية الصينية ترحب بكم، وتتمنى نوما هنيئا لجداتكم" في إشارة إلى عدم اصطحاب المسنين للسفر على متن الخطوط الصينية.

وعلق آخر أسفل الصور المتداولة "من حسن حظي أن جدتي متوفاة، لو كانت على قيد الحياة لقامت بغسل الطائرة قبل إقلاعها". وكتب آخر "لو أن من قام بهذا العمل أحد الشباب، لقضى حياته في السجن".

‪طاقم الصيانة أثناء تفكيك محرك الطائرة‬ طاقم الصيانة أثناء تفكيك محرك الطائرة (مواقع التواصل)
‪طاقم الصيانة أثناء تفكيك محرك الطائرة‬ طاقم الصيانة أثناء تفكيك محرك الطائرة (مواقع التواصل)

خرافات شائعة
في المقابل، طالب آخرون بالكف عن التعليقات الساخرة، لأن في ذلك تقليلا من موروث صيني قديم لايزال يحتفظ به الأجداد حيث تحتل الأساطير جزءا كبيرا من التراث الثقافي الصيني الذي ينطوي على العديد من المعتقدات الشعبية والتي لا تزال تسيطر على شرائح كبيرة من المجتمع.

ورمي النقود تقليد قديم يقوم به الصينيون في الأماكن التي يعتقد أنه يوجد فيها أرواح شريرة، وذلك لدرء المخاطر، أو طلبا للرزق والأمن والسلامة.

ويرى مؤرخون صينيون أن هذا التقليد دخيل على الموروثات الصينية، وأن أصله يعود إلى الحضارة الرومانية وقصة العذارى الثلاث اللواتي رمين قطعا نقدية تحت أقدام آلهة الماء "نبتون" لتحقيق أمنياتهن، وهي القصة التي تجسدها نافورة تريڤي في روما.

ويتجلى الكثير من صور الإيمان الصيني بتلك المعتقدات والخرافات في العديد من المناسبات الرسمية والشعبية، فمازال التنين الصيني يشكل أيقونة لهذه الاحتفالات، ومازال اللون الأحمر الذي يعتبر لون الحظ بالنسبة للصينيين حاضرا في كافة مظاهر الحياة في الصين.

ومازالت المصاعد وأرقام الهواتف شاهدة على خوف وخشية الصينيين من الرقم 4 الذي يوافق لفظه معنى الموت في اللغة الصينية، كما يعتبر الرقم 8 رقم الحظ نظرا لدلالة لفظه باللغة الصينية "با" التي تشير إلى معنى الزيادة أو التخمة.

المصدر : الجزيرة