الجزيرة تطلق موقع "ميدان" الشبابي

أطلقت الجزيرة اليوم الثلاثاء موقعها الموجه للشباب العربي تحت اسم "ميدان"، وذلك في سياق التوسع الذي تشهده الجزيرة مؤخرا للوصول إلى مساحات أكبر من فئة الشباب، وتوجها لمواكبة التحولات التي تحدث في العملية الإعلامية بعد دخول مواقع التواصل كمجتمع جماهيري وشبابي كبير.

وتسعى الجزيرة وموقعها الإلكتروني لتعزيز مساحات أكبر لأشكال الصحافة الشبابية، والتي تولي أولوية لمعالجة اهتمامات الشباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما تتطرق لاهتماماتهم التعليمية، ومساحات ريادة الأعمال.

دماء متجددة
وقال مدير قناة الجزيرة ياسر أبو هلالة إن الاتجاه نحو التجديد هو التزام عام داخل الجزيرة، حيث إن القناة ما لبثت تخرج من مشروع حتى تنشئ آخر، في دلالة على حيويتها وانفتاحها على التطور المستمر.

وأكد أن "ميدان" يأتي في سياق إستراتيجية خلق مساحة تستوعب طموح ورغبات قطاع كبير من الشباب، وتسعى لإيجاد بيئة إعلامية تخاطب أولوياته وإشكالاته، وذلك في إطار تكامل الرسالة الإعلامية للجزيرة وسعيها لدخول كافة مساحات العمل الإعلامي والصحفي.

وأشار أبو هلالة في هذا الصدد إلى مشروع "مدونات الجزيرة" الذي تم إطلاقه مؤخرا كنموذج لخلق مساحات للشباب العربي لصناعة محتواه وكتابة مشاغله، ومبادرة من الجزيرة لفتح مساحات للرأي تحاكي طموح الشباب وانحيازاتهم.

روح متوثبة
من جهته، أكد مدير الموقع الإلكتروني للجزيرة محمد المختار أن الروح المتوثبة للجزيرة لا تهدأ بحثا عن التطور والتجدد، وأن استيعاب أشكال التحرير الصحفي الشبابية ليست تخليا عن الأساليب الصحفية المعهودة والرصينة التي أسست لمدرسة الجزيرة الصحفية كما يعرفها العالم، لكن الجزيرة تبحث دوما عن التجديد والإبداع، خاصة أن انطلاقتها كقناة في عام 1996 كان بمثابة لحظة تجديد وتأسيس في الوقت ذاته للإعلام العربي من منظور طموح وهموم الشعوب لا السلطة.

وأوضح أن موقع "ميدان" يأتي في إطار بيئة موقع الجزيرة الاحترافية، مما يعكس سعيا للمزاوجة بين توجهات الشباب الإعلامية والتحريرية وأنماطهم الموجودة وبين النمط الاحترافي الرصين الذي تتميز به الجزيرة، ليصبح دخول الجزيرة على هذا الخط ليس مجرد لحاق بالموجود بل إعادة تأسيس له.

منظور شبابي
وينطلق "ميدان" بشكل متحرر من أنماط الصحافة التقليدية نحو أساليب تدمج بشكل أكبر بين الذاتية والموضوعية، لتتناسب وطبيعة الشباب واهتماماتهم التي لا تجيد التعامل مع الأمور من زاوية موضوعية فقط، وإنما تنسحب لمساحات جمالية ونفسية وانطباعية.

وتسعى السياسة التحريرية لـ"ميدان" إلى الالتزام بشعاره "الواقع بمنظور شبابه" الذي يشكل بوصلة الموقع والهوية المؤسسة له.

ويحوي الموقع عدة أقسام تمثل مجالات مواضيعه الرئيسية، حيث يأتي قسم "واقع" ليناقش قضايا السياسة والاقتصاد والاجتماع التي يعايشها الشباب العربي، ويتم تناولها من منظور أولويات الشباب لا من منظور أولوية الأحداث سياسيا.

كما يأتي قسم "رواق" ليناقش تساؤلات الشباب الثقافية والفكرية، وأبرز التيارات والظواهر الأدبية والمعرفية في واقعهم المعاش، على ألا يبتعد عن نطاق الواقع الشبابي وأسئلته الملحة، ويتعامل بروح متفاعلة مع أسئلة الواقع.

ويعزز قسم "سينما وفن" نظرة جديدة ومغايرة للفن في حياة الشباب العربي، حيث أصبحت السينما ورسائلها أكبر من أن تكون أداة ترفيه.

وتحاول معالجات القسم توسيع نظرة الشباب العربي نحو قراءة أفضل للمضمون الفني، ومحاولة لتفسير مدارسه ومذاهبه. كما أنه يتجاوز السينما إلى الفن التشكيلي والتجريدي بأشكاله، والموسيقى ومدارسها، وهو ما يفتح للشاب العربي فرصة أفضل لقراءة الفن من زاوية جديدة.

كما يحوي الموقع قسما باسم "منوعات" يضم تحت سقفه مساحة للكتابة الرياضية، حيث تحضر "الرياضة" بشكل قوي كمجال مقروء فضلا عن كونه مشاهدا، فتحليل الأحداث الرياضية وأسواق الرياضة وانتقالات اللاعبين وسياسات التنافسية واقتصادياتها أصبحت تحظى باهتمام شبابي ليس بالهين في عالم المواقع الشبابية.

ويحظى جانب "التقنية والتكنولوجيا" أيضا باهتمام خاص في ظل الثورة الرقمية التي أثرت على حياة الشباب بصورة من الصعب إغفالها، وتحكمت في نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

ويضم الموقع كذلك تحت السقف ذاته مساحات لتقارير "الحياة العصرية" و"الأزياء" و"المرأة" و"التعليم"، إضافة إلى جوانب أخرى تظهر مع الموقع وتعزز إبراز كافة الجوانب في حياة الشباب العربي بطبقاته وتنوع اهتماماته.

وتحتل "ريادة الأعمال" مساحة مهمة في الموقع، حيث يسعى من خلالها لفتح نافذة للشباب العربي على هذا العالم الصاعد، ويستعين فيه برؤية تحليلية تتجاوز أخبار هذا المجال نحو تقديم نماذج متماسكة تمثل دليلا إرشاديا للشباب العربي في سباق الوصول للنجاح العملي وتأسيس الشركات الصغيرة.

المصدر : الجزيرة