مدرسة تتعلم لغة الإشارة لفك عزلة تلميذ أصمّ

قامت معلّمة في العاصمة البوسنية سراييفو بمبادرة لتعليم تلاميذها لغة الإشارة، حتى لا يشعر تلميذ أصمّ -يدرس معهم-  بأنه غريب بين رفاقه. ولاقت هذه المبادرة تشجيع آباء وأمهات الطلاب.

وقد بلغ الطفل الأصم سيدج كوراليك السابعة من عمره، وهي سنّ كان لا بد له فيها من أن يذهب إلى المدرسة، وبطبيعة الحال وجد صعوبة كبيرة في التواصل مع معلمته وزملائه.

في بداية العام الدراسي لم يكن سيدج ولا معلمته ولا أحد من زملائه يعرف شيئا عن لغة الإشارة، لكنهم أصبحوا اليوم متمكنين منها بفضل المعلمة سالينا لومانوفيك.

وقالت لومانوفيك إن سيدج ذكي جدا لكنه لا يسمع، وبيّنت أنها في البداية حاولت أن تبقى معه كل يوم بعد انتهاء الدراسة لتعطيه دروسا خاصة، لكن التواصل معه كان صعبا.

وذكرت أنها نقلت مشكلة سيدج لذوي التلاميذ واقترحت أن يشاركوا جميعا في تغطية تكلفة دورة خاصة لتعليم الجميع بمن فيهم سيدج لغة الإشارة، فوافق معظمهم.

وأوضحت المعلمة أن اللافت كان انكباب جميع الطلاب على تعلم لغة الإشارة بحماس يفوق حرصهم على تعلم المواد الدراسية المقررة في المنهج الدراسي، وكل ذلك بسبب حبهم لسيدج الذي يرون أنه لا ينبغي أن يشعر بأنه غريب أو مختلف.

من جهتها قالت معلمة لغة الإشارة أنيسة سيتيك إن سيدج اليوم يحظى بدعم من الجميع فالكل يحبه لذلك يتسابقون لتعلم لغة الإشارة من أجل التواصل معه.

وأفادت أن هذا الأمر انعكس على نفسيته بشكل إيجابي، فلم يعد منطويا وأصبح أكثر سعادة كما قطع شوطا كبيرا في تعلم النطق.

وتقول مُدرسة سيدج إن تخصيص منهج لتعليم لغة الإشارة في الأصل من مسؤولية وزارة التربية والحكومة، لكن الضائقة التي تمر بها البلاد تجعل ظواهر مثل حالة سيدج تعالج بمبادرات فردية.

تجدر الإشارة إلى أن ذوي الطلاب الذين تطوّعوا بدفع أتعاب معلمة لغة الإشارة لم يتساووا في تقاسم التكلفة، ومنهم من لا يسمح له وضعه المادي بالمشاركة أصلا، لكن الجميل أنه لا أحد يعرف من شارك ومن لم يشارك سوى المُدرسة، وهي تقول إنها لن تطلع على ذلك أحدا.

المصدر : الجزيرة