"الحلقوم" بغزة .. حلوى متوارثة ولذة يعكرها الحصار

حلوى الحلقوم بغزة
عاملان يقومان بتحضير حلوى الحلقوم في مصنع بمدينة غزة (الأناضول)

في مصنع صغير في حجمه كبير بمذاقه في مدينة غزة، يقف أكرم الداية بجوار آلة قديمة وضعت فوق موقد مشتعل يسكب فيها مكونات حلوى "الحلقوم" أو ما يعرف بـ"الراحة" التي ورثها عن آبائه وأجداده.

يقول الداية (50 عاما) للأناضول إنه ورث مهنة صناعة حلوى "الحلقوم" عن أبيه الذي ورثها بدوره عن جده، منذ عشرات السنين.

ويضيف "أبي كان يعمل في صناعة الحلقوم لما كان لها شهرة ومذاق طيب، خاصة أنها رخيصة الثمن، ويستطيع الكل شراءها".

وعن طريقة تحضيره لعجينة الحلقوم، يقوم الداية بوضع الماء والسكر على النار لدقائق حتى درجة الغليان، ومن ثم يضيف "النشا" المذاب مسبقا في الماء، مع حامض الليمون، والفانيليا، والجلوكوز، وألوان الطعام، ويتركها تغلي لمدة نصف ساعة حتى يصبح الخليط لزجا. ثم يسكب الخليط في صينية كبيرة الحجم، ويتركه حتى يبرد ويصبح صلبا قابلا للتقطيع بأشكال مختلفة، تزيَّن بمكسرات اللوز والبندق والفستق والجوز والكاجو، وترش بالنشا.

 يصل سعر الكيلوغرام من حلوى الحلقوم إلى نحو دولارين (الأناضول)
 يصل سعر الكيلوغرام من حلوى الحلقوم إلى نحو دولارين (الأناضول)

تراجع
ويصل سعر الكيلوغرام من حلوى الحلقوم إلى سبعة شيكلات (ما يعادل دولارين)، وتتوزع أنواعها بين السادة والمستكة والفواكه والمحشية بالمكسرات وجوز الهند.

وفي بيوت الغزيين، تجد حلوى "الحلقوم" ترافق القهوة والشاي في حياتهم اليومية ومناسباتهم الاجتماعية، كما أنهم يتناولونها مع قطع البسكويت.

تدور الآلة، وبجوارها الداية ماضيا في حديثه "سوق هذه المهنة كان مزدهرا من قبل، أما الآن فقد تراجع بشكل كبير، بسبب الحصار الإسرائيلي، ومنع التصدير من قطاع غزة إلى مدن الضفة الغربية، وإغلاق المعابر التي أثرت على دخول المواد الخام".

ويتابع "في بعض الأوقات نعمل أياما قليلة خلال الشهر، بسبب اشتداد أزمة الكهرباء"، ويستطرد "كان يعمل لدي قبل عشرة أعوام أكثر من 15 عاملا، ولكن الحصار وعدم التصدير جعلني أعمل وحدي".

وتعتبر مهنة الحاج أكرم مصدرا لتوفير قوت عائلته المكونة من ثمانية أفراد، على حد قوله.

معاناة
وتمد سلطة الطاقة الفلسطينية منازل سكان القطاع بتيار كهربائي وفق جدول يعمل على وصل التيار لمدة ساعات، ثم قطعه لمدة ثمان ساعات متواصلة، معتمدة في ذلك على الخطوط المصرية والإسرائيلية، وفي حال نفاد الوقود تزداد ساعات القطع.

ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي منذ العام 2007 أدى إلى تردي الأوضاع المعيشية لقرابة مليوني شخص.

ورغم هذه الأوضاع وازدياد نسبة البطالة في قطاع غزة، لم يفكر الداية في ترك المهنة، للحفاظ على ما وصفه بإرث الأجداد، واستمرار اسم عائلته التي تشتهر بصناعة حلوى الحلقوم.

وفي مايو/أيار الماضي، قال البنك الدولي إن اقتصاد غزة كان ضمن أسوأ الحالات في العالم، إذ سجل أعلى معدل بطالة في العالم بنسبة 43%، وهي نسبة ترتفع لما يقرب من 70% بين الفئة العمرية من 20 إلى 24 عاما.

المصدر : وكالة الأناضول