بعد حالة الهدوء التي أملتها الأجواء الروحانية طيلة شهر رمضان، ضجّت شوارع المدن المغربية مع حلول عيد الفطر، حيث تتهيأ العائلات المغربية لاستقبال العيد الذي تعد الحلويات إحدى أبرز معالمه.
هيثم ناصر-إسلام آباد
يتميز الاحتفال بالعيد في باكستان بتقاليد خاصة، من أهمها أسواق الأساور الملونة والحناء التي تتزين بها النساء والفتيات خلال العيد، ويعود تاريخ هذه العادات لمئات السنين حيث تشارك المسلمون والهندوس في شبه القارة الهندية باستعمال الحناء والأساور الملونة في المناسبات الدينية.
وتفتح خلال الأيام الأخيرة قبل العيد أسواق خاصة بالحناء والأساور الملونة، حيث تزور مختلف الأسر هذه الأسواق وتختار النساء والفتيات نقوشا وألوانا تميز الحناء الذي يستعمل على الكفين والذراعين، كما أن للعيد نقوشا خاصة تختلف عن تلك التي تستخدم لتزيين العرائس أو التي تستخدمها الفتيات في مناسباتهن الخاصة كأعياد الميلاد أو حفلات النجاح أو التخرج في الجامعة.
محمد خان أب لأربعة أطفال تحدث للجزيرة نت عن تاريخ الحناء والأساور الملونة كتقليد احتفالي بالعيد في باكستان.
الحناء والأساور
ويؤكد أن هذا التقليد تعبير عن الفرح وهو ما تبقى من تقاليد أخرى كثيرة في شبه القارة الهندية، منها استخدام الخلاخيل على سيقان الفتيات والعقود والإكسسوارات الضخمة والمتعددة الطبقات إلى جانب الملابس المطرزة بالأحجار الكريمة والتي كانت تستخدم في الأعياد سابقا لكن استخدامها الآن بات يقتصر على احتفالات الزواج.
روبينا -ابنة محمد خان- قالت إنها تنتظر العيد كل عام لتحضر إلى هذا السوق لأنه يعتبر أهم محطات الاحتفال بالعيد لأي بنت على حد قولها.
وتضيف روبينا أنها تحاول أن تختار ألوانا مميزة للأساور ومناسبة للملابس التي سترتديها في العيد حتى تكون أجمل فتاة في الحي.
وتشير روبينا إلى أن الفتاة الأجمل دائما تحصل على هدايا أكثر وتجمع أموالا أكثر من العيديات من الأقارب والجيران.
إيمان كشميري -طالبة جامعية- زارت السوق لتتزين بالحناء واختيار مجموعات من الأساور الملونة.
تقول كشميري إن أغلبية طالبات الجامعات يتباهين بحناء العيد والأساور الملونة الخاصة بهن، وعلى الرغم من وجود عشرات أنواع الإكسسوارات في الأسواق حاليا فإن الحناء والأساور الملونة التقليدية هي التي تظهر بهجة العيد وتميزه عن بقية المناسبات.
شريف طارق اصطحب أسرته في ثاني أيام العيد إلى أكبر حدائق العاصمة إسلام آباد.
وقال للجزيرة نت إن زيارة المناطق المفتوحة الخضراء جزء من أجواء الاحتفال في البلاد، حيث إن باكستان تعتبر بلدا زراعيا غنيا بالمياه وقد دأب القرويون على اصطحاب عائلاتهم إلى المناطق الخضراء البرية للاستمتاع بالأجواء، وهو ما يحاول الناس محاكاته من خلال زيارة الحدائق والمساحات الخضراء في المدن الكبرى.
أختر محمد جاء مع أسرته من كوجرات القريبة من الحدود الهندية للاستمتاع بالطقس والحدائق في إسلام آباد.
ويقول أختر إن المساحات الخضراء في منطقته برية وليست آمنة للأطفال، لكن في العاصمة هي محمية بشكل جيد وفيها ألعاب بسيطة يستمتع بها الأطفال.
ويضيف أختر أنه اصطحب أسرته إلى دبي لقضاء العيد سابقا واستمتع الأطفال بالمدن الترفيهية والملاهي فيها, لكن الاحتفال في باكستان مرتبط بالمساحات الخضراء والنشاطات البدنية التي يقوم بها الأطفال من خلال الألعاب البسيطة التي تبدو ممتعة أكثر لهم.