رمضان أمازيغ المغرب.. أطعمة وعادات أصيلة

أكلات مغربية

يحتفظ الأمازيغ في بلاد المغرب بأكلاتهم الشعبية وعاداتهم الأصيلة الضاربة في القدم خلال شهر رمضان ذي القسمات الروحية النابضة.

ففي إفطار رمضان يضع الأمازيغ على مائدتهم حساء "أسكنار" وحساء "تبركوكسين" ويتم إعدادها من غلال محلية، تطهى فوق نار الحطب أو الفحم، ويضاف إليها زيت الأركان أو زيت الزيتون، كما يحضر "تزارت إقورن" مائدة الإفطار بشكل دائم.

يقول رشيد زينيد، أحد سكان بلدة تيفريت شمال أغادير، إن أكلة "أكرن إيجان" (مزيج من الدقيق المجفف المصفى) لا تزال الأكثر شعبية لدى الأمازيغ إلى اليوم.

ويضيف زينيد أن سر التشبت بهذه الأكلة وتنامي الإقبال عليها أنها تقاوم الجوع والعطش بشكل أكبر أثناء فترات الحر خاصة، فهي أكلة لا تفارق موائد أهالي الأمازيغ في رمضان.

وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار وأداء صلاة العشاء والتراويح معا، هناك من العائلات من تفضل قضاء السهرة بالشواء والشاي.

ليلة السابع والعشرين
في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، يقتني الأمازيغ بكثرة الدجاج ويعدون، في المدن والحواضر، وجبات تتنوع ما بين "تقسريت" (الدجاج بالطاجين أو بالكسكس البلدي), وغالبا ما تكون الوجبة مرفوقة بـ"بوفكوس" (التين الأسود المجفف) والبيض البلدي والسمن البلدي وبعض الخضار.

‪حركة دؤوبة لا تهدأ في أسواق ومحلات المغرب خلال شهر رمضان‬ (الأناضول)
‪حركة دؤوبة لا تهدأ في أسواق ومحلات المغرب خلال شهر رمضان‬ (الأناضول)

أما في البوادي والأرياف الأمازيغية، فيعمد أهالي كل قبيلة إلى اقتناء ثور يذبح في فناء المسجد أو بجواره، ويقسم لحمه إلى حزمات متوسطة الحجم, وكل أسرة تأخذ نصيبها, حتى تعد به عشاء ليلة السابع والعشرين، وتقدّمه لمن يقيمون الصلاة في مسجد البلدة أو القرية.

وفيما يخص عادات أمازيغ المغرب في اللباس، يقول الباحث في التراث الأمازيغي خالد العيوض إن اللباس المستور هو الغالب في هذا الشهر الفضيل وتترك النساء الكحل والحناء، ويعتبرن أن صيام المرأة التي تكتحل أو تصبغ شعرها بالحناء في نهار رمضان غير مقبول.

ويضيف العيوض أن لباس الأمازيغيات في رمضان يكون في الغالب من إزار أسود أو أزرق طوله أربعة أمتار يدعى "تملحافت" يغطى به سائر الجسم، كان في السابق بلون واحد، أما اليوم فبألوان مزركشة تضفي جمالية وعصرنة أكبر عليه.

وأشار إلى أن رمضان لدى الأمازيغ مناسبة سنوية مهمة لحفظ القرآن وقراءته في المساجد، وتنتعش خلاله تجارة البخور والشموع، فضلا عن أنواع كثيرة من الحناء والسواك التي تستعمل كزينة لدى النسوة.

ولا توجد أرقام رسمية تحدد أعداد الناطقين بالأمازيغية كلغة أمّ في المغرب، غير أنهم يتوزعون على ثلاث مناطق جغرافية (منطقة الشمال والشرق، ومنطقة الأطلس المتوسط، ومناطق سوس في جبال الأطلس) ومدن كبرى في البلاد، فضلا عن وجودهم في الواحات الصحراوية الصغيرة.

المصدر : وكالة الأناضول