غابات برونيو الاستوائية تستنجد بالطلاب

رحلة طلابية لغابات برونيو
رحلة طلابية إلى غابات برونيو في ماليزيا (الجزيرة)

سامر علاوي-سراواك (ماليزيا)

إطلالة من شاطئ مدينة ميري الماليزية على بحر جنوب الصين كانت كافية لاستيعاب أكثر من مئة طالب جامعي درسا عمليا في حجم المخاطر التي تتربص ببيئة كوكبهم.

تشاهد في تلك المنطقة منصات استخراج البترول في البحر، حيث يستشعر الطلاب المخاطر التي تهدد سكان الغابات بفقدان موطنهم الأصلي، وانقراض أنواع كثيرة من النباتات والحيوانات، يضاف ذلك إلى تفاقم النزاعات حول النفوذ الاقتصادي والجغرافي في هذه المنطقة، مما ينذر بحروب مستقبلية.

واجتمع طلاب وأكاديميون يمثلون 15 جامعة مرموقة من مختلف أنحاء العالم في مدينة ميري الماليزية برعاية جامعة مارتين الأسترالية، لتسليط الضوء على المخاطر التي تهدد غابات جزيرة برونيو التي تتقاسمها إندونيسيا وماليزيا وبروناي.

قلب برونيو
وقد أطلقت هذه الدول عام 2007 مبادرة مشتركة للحفاظ على الغابات الماطرة في الجزيرة أطلق عليها اسم "قلب برونيو"، حيث تعتبر مناطق واسعة من الغابات محمية طبيعية.

وتقول رئيسة اللجنة التحضيرية لمنتدى التواصل العالمي "غلوبكوم" الدكتورة كمالا فياني إن لقاء ميري الطلابي يهدف إلى إحداث حراك شبابي عالمي للتوعية بالمخاطر المحدقة بالغابات الاستوائية الماطرة، وتقييم ما تحقق من أهداف مبادرة قلب برونيو.

وأضافت في حديث للجزيرة نت أن اللقاء يهدف كذلك إلى لفت الانتباه عالميا للتنوع الأحيائي في برونيو وإلى سكانها من خلال حملة توعية عالمية بالمخاطر التي تتهدد الغابات الاستوائية في الجزيرة.

وأشارت إلى أن التغييرات المناخية تفرض على الجميع إعادة النظر عند التخطيط لأي مشروع اقتصادي أو تنموي، وأخذ المخاطر البيئية بعين الاعتبار، وقالت إن أمام الدول الثلاث التي تتقاسم برونيو تحديات كبيرة للحفاظ على البيئة فيها، خصوصا أن أولوياتها متباينة وإمكاناتها الاقتصادية متفاوتة.

السكان الأصليون الأكثر تضررا من المشاريع الاقتصادية في مناطقهم (الجزيرة)
السكان الأصليون الأكثر تضررا من المشاريع الاقتصادية في مناطقهم (الجزيرة)

بيت من زجاج
أما أستاذ الاتصال في جامعة بوسطن الأميركية الدكتور غريغوري باين فقد دعا الجامعات إلى الاهتمام بالبيئة من منطلقات علمية، ووفق متطلبات ونتائج بحثية بعيدا عن سياسات الحكومات.

وانتقد في حديثه للجزيرة نت السياسات البيئية للدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة والصين اللتان قال إنهما أكبر مستهلكَيْن للطاقة في العالم، وأكبر متسببَيْن في تدمير البيئة.

ودعا إلى عدم الثقة بتصريحات السياسيين في مجال الحفاظ على البيئية، لأنهم برأيه يغيرون تصريحاتهم بناء على مصالحهم السياسية وليس وفق مقتضيات الحاجة الإنسانية أو البيئية.

وأضاف أن الطلاب لا يستوعبون لماذا يجب على دول صغيرة وفقيرة خفض استهلاكها للطاقة وليس الكبار، مشيرا إلى أن الجيل الشاب يعي أننا نعيش في بيت من زجاج، وأن الحفاظ عليه مسؤوليتنا جميعا.

مسؤولية مجتمعية
وتؤكد الطالبة الأميركية ميشيل ميسا على المسؤولية الجماعية للحفاظ على الغابات الاستوائية في جزيرة برونيو التي وصفتها بأنها مدهشة ومبهرة، وتقول إن مشاركتها في البرنامج عززت لديها شعورا بالحاجة إلى حراك عالمي لمكافحة القطع التعسفي لأشجار الغابات الاستوائية.

وقالت للجزيرة نت إن الحفاظ على البيئة يبدأ من المكان الذي تعيش فيه، و"الشعور بأن البيئة في مكان آخر مهددة يعني بالنسبة لك أن منزلك مهدد، فنحن نعيش في سفينة واحدة".

لكن الدكتورة كمالا شددت على دور المستهلكين في العالم بمجال الحفاظ على الغابات، وقالت إن تقليص استيراد منتجات الغابات كاف لإحداث التغيير، وهذا يتطلب تنوير المجتمع الدولي والمجتمعات بطبيعة الغابات ومنتجاتها المضرة بها.

المصدر : الجزيرة