"القطايف" و"الخروب" عنوان موائد الغزيين في رمضان

أحمد عبد العال-غزة

ينهمك الفلسطيني سعد عبد العال (50 عاما) في سكب عجينة "القطايف" البيضاء على شكل أقراص صغيرة ومتوسطة الحجم، فوق سطح فرنه المعدني ليتكفل أحد عماله -بعد نضوجها الذي لا يستغرق أكثر من دقيقة واحدة- برفعها وصفها على مائدة كبيرة.

ولا يكاد سعد الذي يعمل في أحد أقدم متاجر صنع حلوى "القطايف" في قطاع غزة، يتوقف للحظة واحدة عن عمله، فالكثيرون يتهافتون على محله الصغير لشراء أكثر أنواع الحلويات شعبية لدى الغزيين في شهر رمضان المبارك.

ولا تخلو موائد الغزيين من القطايف في رمضان غالبا، وهذا ما يزيد اهتمام أصحاب متاجر الحلويات بصناعتها، كما أن بيعها يمثل مصدر رزق لعشرات الفلسطينيين الذين يبيعونها خلال رمضان فقط على بسطات صغيرة في شوارع وأسواق قطاع غزة.

ويقول صانع "القطايف" للجزيرة نت إن "القطايف فاكهة الصائمين في شهر رمضان المبارك وفيها قيمة غذائية عالية، ويطلبها الناس سواء صادف رمضان صيفا أو شتاء، فقد كنا نعتقد سابقاً أن ارتفاع درجات الحرارة في هذا العام قد يؤثر على استهلاك الصائمين لها، لكن هذا لم يحدث".

‪سعد عبد العال يعمل في بيع القطايف‬ (الجزيرة نت)
‪سعد عبد العال يعمل في بيع القطايف‬ (الجزيرة نت)

طريقة تقليدية
ورغم استخدام بعض المحال التجارية للآلات الحديثة في صناعة القطايف لتساعدهم على إنتاج أكبر في وقت أقل، فإن سعد يفضل استخدام الطريقة التقليدية التي تعتمد على سكب العجينة فوق سطح الفرن المعدني "الأملس" بواسطة وعاء صغير على شكل أقراص كبيرة أو صغيرة الحجم حسب رغبة الزبون.

وفي الماضي كانت تستخدم أفران "الطين" التي توقد بالحطب في خبز "القطايف"، ومن ثم انتقلت هذه الصناعة إلى استخدام "أفران الكاز"، لينتهي بها المطاف إلى "أفران الغاز".

وحول طريقة صنع القطايف، يقول إن عجينتها تتكون من الدقيق والسميد والخميرة والسكر وبيكربونات الصوديوم، ويتم صناعتها عن طريق إضافة المكونات إلى المياه الساخنة بدرجة حرارة معينة وتحريكها بشكل جيد، وسكب العجينة الناتجة على شكل أقراص صغيرة تسمى "العصافيري" أو متوسطة وكبيرة الحجم على سطح فرن معدني أملس. وعندما تنضج، يتم تبريدها وحشوها بالمكسرات أو القشطة أو الجبن والتمر، وغيرها من الحشوات، ليتم بعد ذلك قليها أو شيّها داخل الفرن.

وتعد منطقة الشام (فلسطين والأردن وسوريا، ولبنان) من أكثر المناطق التي تشتهر بصناعة القطايف، لكن لا يُعلم لها أصول موثقة.

‪بيع الخروب يشهد إقبالاً من المواطنين في غزة‬  (الجزيرة نت)
‪بيع الخروب يشهد إقبالاً من المواطنين في غزة‬ (الجزيرة نت)

خفيف ومنعش
ولا تعد القطايف الوحيدة التي تشهد إقبالا كبيرا من الغزيين في شهر رمضان، فمشروب "الخروب" يلقى رواجا كبيرا خلال أيام هذا الشهر.

وفي إحدى زاويا سوق غزة المركزي، يقف الفلسطيني أحمد السوسي (45 عاماً) أمام بسطة لبيع مشروب "الخروب"، ويتجمع أمامه الزبائن.

وبينما كان يوجه عددا من عماله لزيادة كمية الثلج على وعاء شراب "الخروب"، يقول السوسي للجزيرة نت "ورثت بيع هذا المشروب الرمضاني الشهير عن أبي وجدي فهما يعملان في هذه المهنة منذ عشرات السنين، وأنا أعمل في هذه المهنة منذ ثلاثين عاما".

ويضيف "يقبل الفلسطينيون في غزة على مشروب الخروب بشكل كبير خلال أيام رمضان، فهو خفيف على المعدة ومنعش خاصة في أجواء الصيف الحالية".

لكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الغزيون بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف العام الماضي، وارتفاع البطالة، وما نتج عن ذلك من ارتفاع معدلات الفقر، قلصت من إقبال الناس على شراء "الخروب" رغم أسعاره المتدنية، بحسب السوسي.

المصدر : الجزيرة