خطة لتقنين القمار الإلكتروني بأوروبا
لبيب فهمي-بروكسل
وحذرت المفوضية الأوروبية من آلاف المواقع غير الشرعية التي غالبا يكون مقرها خارج القارة. وقالت إنها تقوم بأنشطة خطيرة من قبيل الاحتيال وغسل الأموال.
وكان هذا الوضع دفع بالجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول 2012 إلى اقتراح خطة لتقنين عمل مواقع القمار الإلكتروني وحماية المواطنين من الإدمان عليها، خصوصا أنها باتت تشكل خطرا كبيرا على بعض الدول مثل إسبانيا.
حماية القاصرين
وقد أعلنت المفوضية الخميس عن خطة عمل تتضمن قائمة من التوصيات لتوفير حماية أفضل للمواطنين خاصة القاصرين منهم.
وقال المفوض الأوروبي للسوق الداخلية ميشيل بارنييه -في مؤتمر صحفي لتقديم التوصيات- إن أووربا بحاجة لتوفير حماية أفضل لمواطنيها خاصة الأطفال، في ظل تزايد المخاطر المرتبطة بالقمار وألعاب الحظ.
وقال إنه يتوقع من الدول الأعضاء وأصحاب هذه المواقع الالتزام بتزويد المستهلكين بمستوى عال من الحماية "في هذا القطاع الرقمي المزدهر".
وتدعو التوصيات الجديدة مواقع الرهان لتقديم حد أدنى من المعلومات للاعبين لفهم المخاطر مع التحقق من أعمارهم وهوياتهم ومنحهم القدرة على وضع حدود للإنفاق وتلقي التنبيهات حول الخسائر.
وتطالب المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء بالعمل لضمان منع القاصرين من الوصول لهذه المواقع وتنفيذ حملات توعية حول المخاطر التي تنطوي عليها وإنشاء مؤسسات خاصة بهذا الملف.
وتنص خطة العمل على أن المفوضية الأوروبية ستقوم بتقييم هذه التدابير بعد حوالي ثلاث سنوات. لكن العاملين في جمعيات دعم المدمنين على القمار لا يخفون تذمرهم من هذه التوصيات الجديدة.
تفشي الظاهرة
ويقول فريدريك ستيكلر -وهو ناشط بإحدى هذه الجمعيات- إن الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها هذه التوصيات أمر جدير بالثناء، لكن على الدول الأعضاء اقتراح واتخاذ الإجراءات، حسب اختلاف تفشي هذه الظاهرة في مجتمعاتها.
وذكّر بأن هذه الظاهرة تنخر جسد بعض المجتمعات الأوروبية وتؤدي إلى فقدان أسر كثيرة لمواردها ودخولها دوامة الديون.
ويخشى بعض المراقبين من أن تكون هذه التوصيات تخفي في الواقع رغبة في تحرير القطاع على نطاق واسع، وفتح الأبواب للشركات التي توجد مقارها في دول أوروبية.
ومما دفع هؤلاء للتعبير عن قلقهم من هذه التوصيات هو أن الرابطة الأوروبية لأرباب مواقع القمار الإلكتروني رحبت بها.
وقال رئيس الرابطة مارتن هايجر إنهم انضموا بالفعل من قبل إلى هذه المبادئ، بما في ذلك حظر القمار عبر الإنترنت على القاصرين.
وكانت بلجيكا على سبيل المثال قد اعتمدت في العام 2010 تشريعات دقيقة وحادة فيما يتعلق بهذا القطاع.
لكن بعض التسريبات تقول إنها قد ترفع شكوى أمام محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي ضد هذه التوصيات، كونها أكثر ليبرالية من تشريعاتها مما يجعلها غير فعالة في حماية المواطنين خاصة القاصرين منهم.