جمع الأعشاب.. تقليد نسائي بكردستان العراق

 الجزيرة نت-دهوك

مع انتهاء برودة فصل الشتاء وحلول الربيع بحلته الخضراء، تكسو براري محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق أنواع مختلفة من الأعشاب الطبيعية، فتتوجه المئات من النسوة لجمعها من سفوح الجبال والوديان والسهول.

ومن بين هذه الأعشاب الكعوب والخباز والقراض والكمأ، وتظهر في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان من كل عام. والسبب في جمع هذه الأعشاب الطبيعية هو أن غالبية الأكراد يستعملونها لأغراض الطبخ، على حد قول السيدة هيلان دوسكي.

وتقول إن عشب القراض مثلا يؤكل مع الطعام لكونه يسهل الهضم ويمكن خلطه مع العجين وخبزه وتقديمه على الموائد. أما بقية الأعشاب فيستفاد منها يوميا، قائلة إن الخباز يطبخ ويقدم في وجبة الفطور والعشاء وكذلك الكعوب.

نساء دهوك حافظن على تقليد الخروج لجمع الأعشاب عند حلول فصل الربيع (الجزيرة)
نساء دهوك حافظن على تقليد الخروج لجمع الأعشاب عند حلول فصل الربيع (الجزيرة)

نكهة جديدة
وتبين السيدة صبرية حسن أن النسوة يقمن في هذه الفترة بالخروج مع أسرهن إلى البراري لقطف الأعشاب المختلفة وجلبها إلى البيوت.

وحسب صبرية، فإن الأعشاب تضيف نكهة جديدة على الطعام في هذا الموسم ويتم طبخها في غالبية المنازل بمحافظة دهوك وضواحيها.

أما بائعة الأعشاب السيدة أم بدل فتوضح أن هذا الفصل من السنة موسم عمل بالنسبة لها حيث تخرج مع أبنائها وبناتها إلى البراري منذ الصباح وتبقى هناك إلى ما قبل المغرب لجمع أعشاب الكعوب والكاري والخباز والفطر وغيرها.

وفي اليوم التالي تقوم أم بدل بجلب هذه الأعشاب إلى السوق لبيعها على شكل حزم وبعضها يباع بالكيلوغرام مثل الكعوب.

وتقول أم بدل -التي تبيع في اليوم الواحد حوالي 40 حزمة- إن الناس يحبون أكل الأعشاب في هذا الوقت من السنة لأنها مفيدة وطبيعية وخالية من أي مواد صناعية خلافا للكثير من الخضار.

طلب قوي
وتلاحظ السيدة حليمة طاهر أن هنالك إقبالا كبيرا على شراء هذه الأعشاب، لأن الكثير من الناس يقومون بتجفيفها أو تجميدها في الثلاجات لفصل الخريف والشتاء، خاصة الكاري والخباز، قائلة إن "الطلب عليها قوي، ونبيع الكثير منها يوميا".

بيع الأعشاب مصدر دخل للعديد من نساء محافظة دهوك بكردستان العراق (الجزيرة)
بيع الأعشاب مصدر دخل للعديد من نساء محافظة دهوك بكردستان العراق (الجزيرة)

وبالإضافة إلى الكسب المادي، تقول حليمة إن الخروج لجمع العشب يمثل فرصة لاستنشاق الهواء الطلق والاستمتاع بأريج الأزهار البرية التي تبدأ بالظهور في هذا الوقت من العام.

وبينت حليمة -في حديث للجزيرة نت- أن النسوة تلاقين صعوبات في جمع هذه الأعشاب كونها تنبت في أماكن مختلفة وبعضها ينمو في سفوح الجبال وآخر في الوديان والسهول.

وتشير إلى أن هنالك مخاطر تحف عملهن لأن الكثير من المناطق وخاصة الجبلية منها تحتوي على بقايا متفجرات وألغام زرعت خلال حقب مختلفة، وقد تسببت بمقتل وجرح العديد ممن يقصدون البراري في هذا الوقت، لأن الأرض تكون مكسوة بالأعشاب وتصعب رؤية أي جسم عليها.

كما أن الكثير من الحشرات والأفاعي والعقارب والنحل تخرج في هذا الوقت من السنة، وقد لدغ العديد من الناس الذين يقصدون البراري، على حد قولها.

المصدر : الجزيرة