العروس والحصان.. بهجة المولد النبوي بمصر
دعاء عبد اللطيف-القاهرة
والتقليد قديم في مصر، وتتفق الروايات المختلفة على أن أصل صناعة حلوى المولد يعود إلى عهد الدولة الفاطمية قبل نحو ألف سنة، وتقول إحدى الروايات إن هذه الحلوى ظهرت خلال عهد الحاكم بأمر الله الذي أمر بخروج إحدى زوجاته معه يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بردائها الأبيض، ليجسد صانعو الحلويات الأميرة والحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه في قوالب من الحلوى.
وتذكر رواية أخرى أن الحكام الفاطميين شجعوا الرعية على عقد قرانهم في يوم المولد النبوي، فأنتج صانعو الحلوى حلويات على شكل عروس، وحصان يعلوه فارس.
تقليد
وفي محيط مسجد السيدة زينب بالقاهرة تقام هذه الأيام سرادقات بيع حلوى المولد -وعلى رأسها العروس والحصان- بأسعار متفاوتة تتراوح بين 15 جنيها (حوالي دولارين) إلى 150 جنيها، بحسب الجودة والوزن.
ويقول حسني السيد، وهو أحد باعة الحلوى، إن الإقبال هذا العام على شراء الحلويات أكبر مقارنة بالعام الماضي، "ولكن بشكل عام فهناك انخفاض في الإقبال مقارنة بأعوام ما قبل الثورة". مضيفا أن الفتيات يفضلن شراء عروس المولد، أما الحصان فيشتريه الذكور.
أما أمجد محمد الذي جاء من حي عين شمس شرقي القاهرة لشراء عروس من الحلوى لخطيبته هدية بمناسبة المولد النبوي، فقال "اعتادت خطيبتي تلقي هدية عروس الحلوى من أبيها، وجاء دوري لأن أهديها ما تحب".
صناعة
وفي أحد الأزقة الضيقة المتفرعة من شارع البحر بوسط القاهرة، يجتهد نحو 16 عاملا في أحد مصانع تصنيع الحلوى، لإنتاج أكبر عدد من العرائس والأحصنة التي يقبل الجمهور على شرائها خلال الاحتفالات بالمولد.
ويقول علي العربي صاحب أحد أقدم مصانع إنتاج عروس المولد وحصانه في شارع البحر، إنه ورث المصنع عن والده الذي ورثه بدوره عن الجد. ويعتبر العربي العروس والحصان المصنوعان من الحلوى "رمزا تاريخيا للاحتفال بالمولد النبوي في مصر، لذا يحرص الكثيرون على شرائهما".
سكر وبلاستيك
وعن تفاصيل حلوى تلك المناسبة، فإنها تتكون من السكر وخميرة السكر، ويتم تسخين المياه المخلوطة بهما مع التقليب عشر دقائق، وبعدها يتم صبها في قوالب مخصصة ثم نقعها في الماء لإخراجها من القوالب بعد جفافها وتزيينها بالورق الملون والزهور.
وإلى جانب عروس المولد وحصانه توجد أنواع أخرى من الحلويات ترتبط بالاحتفالية الدينية منها "الحمصية، والبسيمة، والفولية". كما ذكر العربي الذي أضاف أنه بعد انتهاء الاحتفالات بالمولد النبوي، فإن مصنعه يتجه إلى إنتاج الشكولاتة والحلوى العادية باقي أيام السنة.
ونبّه العربي إلى أن عددا كبيرا من المصانع المتخصصة في إنتاج هذه الحلوى قد أغلق بسبب المنافسة مع العروس المصنعة من "البلاستيك"، "لكن زبون عروس المولد لا يزال حريصا على شرائها".