صراصير الليل.. أطباق على مائدة الكينيين

صراصير الليل

أصبحت صراصير الليل طعاما شهيا في "بوندو" أكبر مدن مقاطعة "سيايا" بولاية نيانزا الكينية. وكانت جامعة "جاراوموغي أوغينغا أودينغا" للعلوم والتكنولوجيا قد دربت أكثر من 500 مزارع على تربية صراصير الليل من أجل الغذاء.

ولطالما ارتبط تناول الحشرات في كينيا بالمحرومين، ولكن هذا التصور بدأ يتغير، وفي مناطق كثيرة من ولاية "نيانزا" أصبحت الصراصير طعاما وتعتبر غذاء خاصا.

وخارج أحد الفنادق يمكن رؤية لافتة ضخمة تدعو العملاء إلى تجربة "مانيانغافو أونغيري" الذي يترجم إلى "صراصير ليل خاصة".

وفي هذا الصدد تقول المحاضرة في مركز الأمن الغذائي بالجامعة نفسها مونيكا أييكو إنه بمرور الوقت أقنع الباحثون العديد من المستهلكين بأنهم ليسوا مضطرين للجوء إلى الحشرات الصالحة للأكل كحل أخير لأنه ليس لديهم أي شيء للأكل.

وأضافت أييكو -وهي خبيرة اقتصاد استهلاكي- "أنت تأكل الحشرات باختيارك لأنها أسلوب طهي، وطعم جيد، وطبيعية، ومصدر غني للغاية بالمواد الغذائية".

الحشرات صالحة للأكل
وأوضحت الباحثة أن الحشرات فقط غنية بالكربوهيدرات والبروتينات والمعادن والفيتامينات، ويمكن العثور على جميع المعادن والفيتامينات الضرورية للإنسان في الحشرات, لذلك يتجه المزيد من الأشخاص إلى تناول الحشرات الصالحة للأكل باختيارهم.

وأعربت عن اعتقادها بأن الصراصير يمكن استخدامها لمكافحة انعدام الأمن الغذائي في كينيا، مشيرة إلى أنها كانت تجري أبحاثها على الحشرات الصالحة للأكل منذ عام 2002، ودرست أنواعا مختلفة، من بينها النمل الأبيض، وذباب البحيرات، والجنادب والنمل الأسود.

واعتبرت أييكو أنه لإنقاذ العالم من انعدام الأمن الغذائي الحالي، لا بد من الانتقال إلى الصراصير والحشرات المغذية الأخرى، مشيرة إلى أن الحشرات الصالحة للأكل لها مستقبل.

يعتقد خبراء الأمن الغذائي في كينيا أن مرتبة البلاد في الأمن الغذائي بمثابة جرس إنذار للدولة الواقعة في شرق أفريقيا، والتي يعيش 41.6% من سكانها حاليا تحت خط الفقر العالمي

الأمن الغذائي
ووفقا لمؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2014، تأتي كينيا في المرتبة الـ80 من أصل 109 دول من حيث الأمن الغذائي.

ويعتقد خبراء الأمن الغذائي في كينيا أن هذا بمثابة جرس إنذار للدولة الواقعة في شرق أفريقيا، والتي يعيش 41.6% من سكانها حاليا تحت خط الفقر العالمي.

ووفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة، تشير التقديرات إلى أنه بحلول العام 2050 سيتجاوز عدد سكان العالم حاجز الـ9.5 مليارات نسمة، ولذلك يرى معظم خبراء الأمن الغذائي أنه ينبغي استحداث أساليب جديدة والبدء في تطبيقها إذا كان العالم يريد توفير طعام لهذا العدد الهائل من السكان.

وتوقعت أييكو أنه إذا استأنف الباحثون العمل بالإيقاع الذي يعملون به حاليا، سيتجه المزيد والمزيد من الناس إلى الحشرات الصالحة للأكل.

واختتمت بالقول "نتحدث عن الأمن الغذائي لنحو 9 مليارات شخص عام 2050، والحشرات الصالحة للأكل ستحتل مكانة بارزة للغاية لأن العالم تنبه إلى هذا المصدر الغذائي".

المصدر : وكالة الأناضول