شباب عراقيون يشكلون فرقة لغناء "الراب"

بوستر فرقة راب في جنوب العراق
الفرقة مكونة من مجموعة شباب تتراوح أعمارهم بين 17 و23 عاما (الجزيرة)

عبد الله الرفاعي-البصرة

في تحدٍ لعادات المجتمع المحلي المحافظ، كوَّن ستة شبان من محافظة ذي قار جنوب العراق فرقة لغناء "الراب"، وهو نوع من الغناء لم يألفه العراقيون بشكل عام والجنوبيون بشكل خاص.

ويؤكد الشبان الستة -الذين شكلوا أول فرقة لغناء الراب في منطقتهم- أنهم شكلوا الفرقة عن وعي وإدراك لحيوية هذا الفن وقدرتهِ على التعبير عن طموحاتهم في مجتمع متشدد لا يمنح الشباب الكثير من الفرص للتعبير عن مشاكله.

مؤسس الفرقة المعروف بـ"سيافي" قال للجزيرة نت إن الراب -وهو فن غنائي غربي، ظهر تحديداً بين الزنوج في أميركا، وانتشر بشكل واسع في أوروبا- بدأ يعرف في العالم العربي، لا سيما بعد الطفرة التي شهدها العالم في تكنولوجيا الاتصالات.

وأضاف أن تأسيس فرقة تحترف غناء الراب في جنوب العراق "مغامرة حقيقية، فالناس هنا يكرهون إلى حد كبير كل شيء غربي، ويعتبرونه مرتبطا بمؤامرة على الهوية الثقافية أو الاجتماعية".

وأوضح أن الفرقة عمدت إلى "عرقنة" الراب واستخدامه للتعبير عن هموم الشباب الكثيرة التي لا تجد منفذاً للتعبير عنها سوى الفن، على حد قوله.

وتتكون الفرقة التي تأسست عام 2013 من شبان تتراوح أعمارهم بين 17 و23 عاما، وهم: سيافي، نيرو، هاستي، واميسي بيلي، ديلر، ليدر. ووفق قولهم فإن هذه الأسماء هي أسماء فنية وليست أسماءهم الحقيقية.

هاستي: الناس اعتادت سماع نمط معين من الغناء وتخشى تخريب الثقافة والانصهار في الغرب

تخريب الثقافة
ويقول أحمد (هاستي) للجزيرة نت إنه خاض التجربة مع أفراد الفرقة لولعه الشديد بالغناء، وخصوصاً الغناء الغربي. مضيفا أنه مواظب منذ عدة أعوام على متابعة الغناء الغربي عبر الإنترنت، ويحفظ الكثير من الأغاني وخصوصاً الراب.

وأوضح هاستي (17 عاما) أنه لم يواجه صعوبات مع أسرته التي يقول إنها أسرة فنية، لكن الصعوبات تكمن في المجتمع الذي يتعامل بخشونة مع الفنانين الشباب، لا سيما أن الناس اعتادت على سماع نمط معين من الغناء، "وتخشى من تخريب الثقافة والانصهار في الغرب".

وتمكنت الفرقة من إحياء عدد من الحفلات في بعض المراكز الثقافية والاجتماعية في ذي قار والبصرة، وقد لاقت ترحيبا من الجمهور وخصوصا الشباب الذين وجدوا في التجربة شيئا جديدا وفنا يمكن لهم أن يعبروا به عما يجول في خاطرهم، بحسب أميسي بيلي.

بيلي (20 عاما) أكد للجزيرة نت أن الفن الجديد "يلاقي صعوبات في البداية، لكنه سرعان ما يفرض نفسه على المجتمع، خصوصاً إذا كان هادفاً". مشيرا إلى أنهم يراهنون على النجاح وتجاوز هذه النظرة الاجتماعية والرسمية للفن الذي يقدمونه.

الفرقة سجلت أغنيات انتقدت فيها شخصيات سياسية ترى أنها تسببت في تدهور الأوضاع بالعراق

موقع على اليوتيوب
وتابع أن "بعض المسؤولين والنقابات المعنية بالفنون أغلقت أبوابها بوجهنا، ولم تقدم أي مساعدة لنا، لذا قررنا استئجار مقر صغير للفرقة، كما استطعنا تجهيزه بآلات موسيقية على نفقتنا الخاصة، ونقوم بتسجيل الأغاني التي نقوم بتأليفها بأنفسنا وتوزيعها عبر الإنترنت".

الفرقة التي افتتحت لها قناة خاصة عبر موقع "يوتيوب" تحت اسم "دي آر جي" (D.R.j) قامت بتسجيل أكثر من ثلاثين أغنية مشتركة، فضلاً عن بعض الأغاني الفردية لأعضاء الفرقة.

ولم تبتعد الفرقة عن الشأن العام ولا السياسة العراقية بهمومها ومشاكلها، فقد قاموا بتسجل أغان ناقدة ولاذعة لبعض الساسة العراقيين الذين يعتقدون أنهم سبب تدهور وضع البلاد وانزلاقها للعنف، فيما تحاكي الأغاني الأخرى مشاكل اجتماعية.

ويرى أعضاء الفرقة أن "الراب" يمكنه أن يتيح فرصة للتعبير عن الهموم المجتمعية.

المصدر : الجزيرة