هل أصبح الصعود لإيفرست سهلا؟

هل أصبح الصعود إلى قمة جبل إيفرست بهذه السهولة؟
undefined

لم تطأ قدم بشر قمة جبل إيفرست قبل مغامرة النيوزلندي إدموند هيلاري والمواطن النيبالي تنزينغ نورجاي، اللذين صنعا التاريخ حينما نجحا في الصعود إلى "سقف العالم" في التاسع والعشرين من مايو/أيار 1963 أي قبل خمسين عاما.

وأكد متسلق الجبال الإيطالي المحترف رينهولد ميسنر -أول مغامر ينجح في الوصول إلى القمة عام1978 بدون استخدام أنابيب أو أكسجين- أنه لم يعد من الضروري أن تكون متسلق جبال لكي تصل إلى قمة إيفرست. وأوضح أن صعود القمة ليست ممارسة رياضة تسلق الجبال, بل ممارسة السياحة الجبلية التي لا يقدر عليها إلا الصفوة.

وأفادت مصادر رسمية نيبالية بأن 512 شخصا نجحوا في الصعود إلى قمة إيفرست، خلال موسم تسلق الجبال، الذي يبدأ في أوائل أبريل/نيسان وينتهي أواخر مايو/أيار, ولأول مرة كان من بين السائحين سيدات من المملكة العربية السعودية وباكستان، وياباني في الثمانين من عمره، وشقيقتان توأم من الهند ومواطن كندي من أصلي نيبالي مبتور اليدين.

بالرغم من العدد الكبير هذا العام، فإنه لا يقارن بالعام الماضي الذي لقب بعام "ازدحام سقف العالم"، حينما حاول مائتا متسلق صعود القمة.

وبجانب السياحة المترفة، أصبح التسلق في كل مرة أسهل من ذي قبل، نظرا لظهور معدات حديثة ومتطورة، فضلا عن ارتفاع مستويات تأهيل السكان الأصليين في مجالات الإرشاد وتقديم الدعم الفني للمتسلقين، بحيث أصبح الجبل مهيئا طوال العام ومزودا بالحبال والسلالم وغيرها من المستلزمات.

بمناسبة الذكرى الخمسين لتتويج سقف العالم، وقعت مشكلة كبيرة بين السكان الأصليين في نيبال ومجموعة من المتسلقين، الذين لم يتمهلوا حتى يقوم المرشدون بشد الحبال وتجهيز السلالم، مما عرض حياتهم وحياة النيباليين للخطر

الذكرى الخمسون
وبمناسبة الذكرى الخمسين لتتويج سقف العالم، وقعت مشكلة كبيرة بين السكان الأصليين في نيبال ومجموعة من المتسلقين، الذين لم يتمهلوا حتى يقوم المرشدون بشد الحبال وتجهيز السلالم، مما عرض حياتهم وحياة النيباليين للخطر.

من جانبه يوضح تاشي يانغبو -الرئيس السابق للجمعية النيبالية لتسلق الجبال- أنه بالإضافة إلى شركات السياحة التي تنظم وتنسق عمليات الصعود بالنسبة لكثير من هواة التسلق، يفضل بعض المغامرين خوض التجربة بدون الاستعانة بهذه الوكالات. ويتكلف ترخيص القيام بالرحلة الذي تمنحه الحكومة النيبالية مبلغ عشرة آلاف دولار، تتضمن منح المتسلق الحق في استخدام التجهيزات المزود بها مسار التسلق مجانا.

وأكد ميسنر أنه لا توجد مواجهة بين السكان الأصليين والأوروبيين، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الصراع بين وكالات السفر ورحلاتهم التجارية والمغامرين.

يعتبر السكان الأصليون في نيبال أن "الشومولونغما" أو قمة إيفرست إحدى قمم مجموعة جبال الهملايا، منطقة مقدسة، وهناك مناطق تسمى "منطقة الموت" حيث يقوم السكان الأصليون برفع أحمال تصل إلى 35 كم من متاع الرحلة، بالإضافة إلى أعمال الإرشاد، وهي خطورة مضاعفة قد تعرض من يقومون بها للإصابة البالغة أو الموت أحيانا.

أكد وزير السياحة رام كومار شرستثا أن الحكومة النيبالية تعهدت بتبني سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بمنح تراخيص الامتياز للوكالات المنظمة, وكذلك بالنسبة لمسؤولي الإرشاد وخدمات مد الحبال والسلالم وإجراءات الرقابة عليها، لتفادي التكدس

سياسات صارمة
يقول المرشد النيبالي تيمبا شيري إنه في الماضي كان تسلق الجبال يمثل تحديا كبيرا ومغامرة محفوفة بالمخاطر أما الآن فإن الأمور تغيرت تماما, جدير بالذكر أن شيري فقد عددا من أصابعه عام 2001 بسبب التجمد الناتج عن البرودة الشديدة، أثناء محاولته صعود القمة, حيث أصبح أصغر شخص ينجح في الوصول إلى القمة وهو دون السادسة عشرة من عمره.

وأكد وزير السياحة رام كومار شرستثا أن الحكومة النيبالية تعهدت بتبني سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بمنح تراخيص الامتياز للوكالات المنظمة, وكذلك بالنسبة لمسؤولي الإرشاد وخدمات مد الحبال والسلالم وإجراءات الرقابة عليها، لتفادي التكدس.

كما يتوقع أن تشمل الإجراءات مراجعة أعمار المتسلقين وحالتهم الصحية، قبل منح التصريح اللازم للقيام بالمغامرة.

كما يبحث مجموعة من متسلقي الجبال إمكانية وضع سلم في منطقة "هيلاريستيب" أو"Hillary Step" وهي صخرة ملساء شديدة الانحدار قطرها12 مترا وتقع على ارتفاع سبعة آلاف و760 مترا، والتي تمثل آخر وأخطر تحد يواجه المتسلقين في طريقهم نحو القمة.

المصدر : الألمانية