برامج التواصل تنمو في السعودية

16.2 مليون مستخدم للإنترنت في السعودية بمعدل 4000 مستخدم كل 24 ساعة
undefined

هيا السهلي-الدمام

تشهد وسائل وبرامج التواصل الاجتماعي في السعودية نموا ملحوظا في استخدامها من قبل السعوديين ولا سيما في اليوتيوب، والكيك وتويتر، وتعزو تقارير لهيئة الاتصالات السعودية وتقنية المعلومات هذا النمو إلى ارتفاع نسبة الشباب السعودي.

ووفقا لتقرير آخر صدرعن الهيئة للربع الأول لعام 2013 ونشرته الصحيفة الاقتصادية، ذكر أن إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية قدر بنحو 16.2 مليون مستخدم وبمعدل أربعة آلاف مستخدم جديد كل 24 ساعة.

وفي دراسة نشرتها شركة (ذا سوشيل إكلينك) بلغ عدد مستخدمي تويتر في السعودية ثلاثة ملايين مستخدم لعام 2012 حققت معدل بنمو مرتفع قدره 3000%.

وذكر المدير الإقليمي للمنطقة العربية لـGoogle عبد الرحمن طرابزوني في مؤتمر عرب نت بالرياض نهاية العام الماضي أنه بلغ عدد مشاهدات اليوتيوب 240 مليون مشاهدة يوميا في الشرق الأوسط، ونصيب السعودية 190 مليون مشاهدة.

كما يرى إعلاميون ونجوم برامج التواصل الاجتماعي من الشباب أن هناك جيلا جديدا أتى بأدوات إعلام جديدة غير مكلفة يزاحم بها أروقة الإعلام العالمية, ويخاطب جيله بلغة يفهمها أٌقرانه ويناقش قضاياهم بتفاعل مشترك.

ومن جهته يعتقد الكاتب والمتخصص في تقنيات الاتصالات الرقمية يوسف الحظيف أن مع وجود قنوات توزيع سريعة واقتصادية عبر الإنترنت، وتوفر أدوات إنتاج بيد الصغير قبل الكبير أصبح الأفراد ينافسون الشركات عبر قنواتهم في اليوتيوب، وأروقة شركات الإعلام العالمية، فضلا عن المحلية.

بازيد: مسار التطور في قنوات اليوتيوب أسرع من التلفزيون (الجزيرة نت)
بازيد: مسار التطور في قنوات اليوتيوب أسرع من التلفزيون (الجزيرة نت)

استثمار النجوم
وربما دفع هذا التنافس كثيرا من القنوات الفضائية إلى أن تستقطب نجوم التواصل الاجتماعي وخاصة اليوتيوب وتفسح لها مساحات عبر شاشاتها بنفس المضامين إلا شيئا يسيرا.

ورمضان هذه السنة سيكون حافلا بنجوم الإعلام الجديد، كما صرح الكثير من نجومه بأن هناك تعاونا مع أكثر من قناة عربية، منهم من سبقهم ومنهم من ينتظر.

ويقول نجم اليوتيوب محمد بازيد للجزيرة نت إنه استثمار لنجوميتهم وبالتالي الوصول إلى الشريحة المتابعة للإعلام الجديد.

ويعتبر بازيد مقدم برنامج (التاسعة إلا ربعا) على اليوتيوب من أوائل الشباب السعودي الذين اقتحموا هذا المجال واستقطبته قناة روتانا خليجية لتقديم نشرته الإخبارية الساخرة عبر قناتها بشكل أوسع ومحتوى أضخم وطاقم عمل أكثر عددا.

ومع اختلاف طرق وأهداف القنوات الفضائية للاقتراب من مقدمي الإعلام الجديد، فإنها تتفق على احتوائه تحت مظلة المؤسسة الأكبر وإخراجه من دائرة العمل الفردي. وهو ما يراه بازيد "أمرا متفهما تماما في ظروف الإنتاج الإعلامي".

ويتفق كثير من متابعي وسائل التواصل على أنها خلقت لهم ما لم يخلقه الإعلام التقليدي من ثقافات جديدة، كثقافة المواطنة، وقبول الآخر ومشاركتهم لقضايا خارج حدود بلادهم، وقالوا إنها تشبههم حتى في أسمائها "يطبعون، لا يكثر، إيش اللي، التمساح".

تتميز البرامج في اليوتيوب التي لاقت شعبية لدى الجمهور السعودي بالطابع الكوميدي الساخر، ومعظم مقدميها شباب جاؤوا من خلفيات غير إعلامية إلا أنهم حصدوا مشاهدين بالملايين دفعتهم لإنشاء معامل إنتاج ناشئة

الطابع الكوميدي
كما تتميز البرامج في اليوتيوب التي لاقت شعبية لدى الجمهور السعودي بالطابع الكوميدي الساخر، ومعظم مقدميها شباب جاؤوا من خلفيات غير إعلامية إلا أنهم حصدوا مشاهدين بالملايين دفعتهم لإنشاء معامل إنتاج ناشئة.

وبحسب دراسة أجرتها مجلة (فوربس– الشرق الأوسط) في عدد سبتمبر/أيلول 2012م، تصدرت السعودية قائمة أكثر 25 برنامجاً شـعبية على اليوتيوب بالعالم العربي، وسيطرت على 17 مركزاً منها.

ويشير بازيد لسر نجاح برامج اليوتيوب هو سهولة التعديل والتفاعل مع نقد الجمهور مما يجعل مسار التطور أسرع كثيرا من حركة التلفزيون الثقيلة.

ويضيف سببا آخر يخص عقلية المشاهد التي تطغى عليها أن هذا البرنامج هو جزء من نسيجه الاجتماعي ويمثله تماما وأن مقدمي هذه البرامج يشبهونه إلى حد كبير في ما يقدمونه وفي اللغة المستخدمة بخلاف المنتج التلفزيوني الذي يقدم عادة منفصلا عن بيئة المشاهد.

ويعتقد الحظيف أن حجم المعلومات الهائلة والقنوات أجبرت الناس على الاختصار والتركيز على ما قل ودل.

وأضاف بقوله للجزيرة نت أن هذا الجيل أصبح وبدون شعور لا يجد الوقت الكافي ليشاهد كل هذا ولذا لجأ إلى المقاطع الصغيرة فقط، التي فيها خلاصة الموضوع, وهو ما أدى إلى تحول كبير وجذري في صناعة المعرفة.

ويتفق الحظيف وبازيد على أن انتشار استخدام الهواتف الذكية وانخفاض تكلفة اتصالها بالإنترنت يجعلها وسيطا مغريا للجميع للمشاركة بما في ذلك الإعلام التقليدي. وبحسب طربزوني فإن 50% تقريباً من كل مشاهدة يوتيوب في السعودية تتم عبر أجهزة متنقلة.

المصدر : الجزيرة