السوق.. المفتاح السري للسعوديات

اللون الأحمرفي التخفيضات يحفز الإثارة في الدماغ
undefined

هيا السهلي-الدمام

باتت كلمة السوق مخرجا لمأزق العلاقة بين الزوجين في السعودية ووسيلة لتقديم الرجل اعتذاره لزوجته، ويرى متخصصون في علم النفس ونساء متسوقات أن ثمة جملة من العوامل التي تدفع المرأة السعودية لارتياد المجمعات التجارية والأسواق.

وأجمع معظم السيدات على أن الأسواق لم تعد للتسوق فقط، بل للترفيه أيضا، فأصبحت متنفسا أسبوعيا لهن ولأطفالهن لا سيما مع كثرة المجمعات وتصميمها المغلق وتكامل مرفقاتها من مطاعم وصالات ألعاب ومراكز تموين.

من جانبه يقول استشاري الطب النفسي فهد المنصور إن الأسرة تصارع ضغوطا ومسؤوليات تثقل كاهلها مما يدفع بها للبحث عن وسيلة لتفريغ هذه الكمية الهائلة من الشحنات السلبية، ونظرًا لندرة الخيارات المتوفرة فإن المراكز التجارية أصبحت خيارًا مثاليا في أغلب الظروف.

‪البوعينين: استقلال المرأة ماديا جعل الأسواق تركز عليها‬ (الجزيرة نت)
‪البوعينين: استقلال المرأة ماديا جعل الأسواق تركز عليها‬ (الجزيرة نت)

عمل المرأة
ولعل استقلال المرأة ماديا سبب في تركيز الأسواق على المرأة واعتبارها المحرك الرئيسي لعمليات الشراء الاستهلاكي، بحسب ما ذكره الاقتصادي المصرفي فضل البوعينين.

ففي السنتين الأخيرتين طرحت الجهات الحكومية والقطاع الخاص مزيدا من الفرص الوظيفة للنساء لاسيما التي وفرتها وزارة العمل من خلال برنامج "نطاقات".

وفي تصريحات صحفية لوزير العمل السعودي بلغ عدد السعوديات اللاتي تم توظيفهن لأول مرة في عام 2012 نحو 180 ألف موظفة سعودية، في زيادة غير مسبوقة. 

ويأتي تزامنا مع "نطاقات" برنامج "حافز" الذي يصرف إعانة للعاطلين، نسبة الإناث من هذه الفئة 84%، وهذا يعطي دلالات على توفر السيولة المادية في يد المرأة.

وتقول هدى السليمان -التي تتفق معها الكثير من السيدات- إنها تنفق في الأسواق معظم راتبها الشهري إن لم يكن كل الراتب.

وتقدر ساجدة محمد (من مدينة سيهات) معدل تسوقها بمرتين في الأسبوع. وتقول "أدمنت التسوق، حتى إني أضطر أحيانا لبيع شيء من مجوهراتي لذلك".

ويحلل المنصور عادة التسوق عند بعض النساء بأنها نوع من التنفيس الانفعالي ما يلبث أن يتحول تدريجيًا لسلوك قهري يدفع بها نحو الإدمان.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أنه ربما يكون شعورا بالنقص والرغبة الملحة في لفت الأنظار، وقد يكون الشعور بإهمال الزوج وعدم الاهتمام دافعا للمرأة لاتخاذ الأسواق مركزًا للانتقام ومحاولة يائسة لملء الفراغ العاطفي.

وفي السياق ذاته يرى البوعينين أن تغيرات العصر والمجتمع باتت تفرض على الأفراد عادات استهلاكية جديدة تدفعه دائما نحو إدمان التسوق.

ويقول إن الشركات العالمية والأسواق تنتهج التأثير الغريزي في المرأة، وهي دائما ما تنجح في هذا الاتجاه.

‪المنصور عادة التسوق تنفيس انفعالي يتحول إلى إدمان‬ (الجزيرة نت)
‪المنصور عادة التسوق تنفيس انفعالي يتحول إلى إدمان‬ (الجزيرة نت)

الخدع الدعائية
وتعتقد السيدة زهراء طاهر أن هناك عوامل كثيرة تغري المرأة للتسوق وأكثرها تأثيرا التخفيضات والعروض الخاصة.

وهي ما سماها البوعينين خدعة الأسواق التي تنطلي على النساء بشكل أكبر، وشكك في حقيقة بعض إعلانات التخفيض في "أنها تبقي على أسعارها دون تغيير معتمدة على عدم قدرة الزبائن على التمييز".

وحينما تكون الألوان عاملا مهما في عالم الدعاية والإعلان، تركز الأسواق على اللون الأحمر وخاصة في التخفيضات التي يرى المنصور "أنها تحفز مناطق الإثارة في الدماغ".

وأشار أيضا إلى ما يطلق عليها بخدعة العامل "9" المنتهية بالقيمة، والتي تسمى أسعارا سحرية.

وقال إننا "بطبيعتنا نميل للاحتفاظ بالرقم الأول من اليسار في التسلسل الرقمي مما يجعل صدمة السعر أقل تأثيرا في النفس".

وقدر الكاتب الاقتصادي عصام الزامل أن معدل إنفاق الأسرة في الأسواق سنويا يبلغ 250 مليار ريال (66.6 مليار دولار).

المصدر : الجزيرة